لا تخرج معظم التظاهرات المتخصّصة في الموسيقى التقليدية في بلدان المغرب عن الاحتفاء بأنماط تنتمي إلى التراث، مع وجود مبادرات محدودة لتوثيق القصائد المغنّاة وبعض الدراسات العامّة التي تبحث عادةً في نشأتها وأنواعها وتطوّرها، دون الخوض في تعالقاتها مع التحولات الاجتماعية والثقافية.
في هذا السياق، تنطلق عند السابعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان الملحون والأغنية المغاربية" في مدينة مراكش المغربية (330 كلم جنوبي شرق الرباط)، وتتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بتنظيم من "جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد".
تحت شعار "الملحون المغربي دعامة للتعايش وتعدّد الثقافات"، تُقام الدورة الحالية التي تحمل اسم الباحث المغربي عبد العزيز بن عبد الجليل (1931) الذي وضع العديد من المؤلّفات منها: "مدخل إلى تاريخ الموسيقى العربية"، و"التربية الموسيقية"، و"الموسيقى الأندلسية المغربية".
تُفتتح العروض بحفل لـ"النخبة الوطنية لفن الملحون" بقيادة المايسترو محمد الوالي، والتي تؤدي قصائد تتنوّع في موضوعاتها بين الغزل والفكاهي والوطنيات والرْبيعِيات، كما يتضمّن البرنامج حفلاً تؤدي فيه بعض الأنماط المراكشية الخاصة باحتفالية ذكرى عاشوراء.
يشارك في التظاهرة عدد من الفرق والفنانين، مثل مجموعة الفنان عبدو الغالي الموسيقية، والفنانون سكينة احميدوش وعبد الرفيع بنونة من فاس، وأحمد اليعقوبي من الرباط، وفؤاد حماني من القنيطرة.
ويُختتم المهرجان بـ "ليلة المتعة الروحية" على خشبة "المسرح الملكي" في المدينة، حيث تقدّم مجموعة الفنان والمنشد محسن نورش فنون السماع والمديح النبوي، والحضرة العيساوية، وقصائد من فن الملحون، ترافقها الفنانة عائشة الدكالي.
بالتعاون مع "مختبر اللغة والمجتمع"، تُعقَد ندوة عند الرابعة من مساء الجمعة المقبل في قاعة المجلس الجماعي في المدينة، وتتواصل ليومين، ويشارك فيها مجموعة من الباحثين والمتخصّصين الذين يقدّمون قراءات وأبحاثاً ودراسات في "معجم ديوان فن الملحون"، وقد جرى إصدار الأوراق في مُؤلف جماعي يوزّع خلال المهرجان.
كما يُقام معرض تشكيلي يوثّق لبعض رموز الثقافة والفن في مراكش، والمغرب عموماً، في الفترة الممتدة من العشرين إلى الثلاثين من الشهر الجاري.