تشهد المعارض الفنية التي تعرض تاريخ العلوم والتقنيات تطوّراً متواصلاً في تقديم رؤيتها والإعداد للثيمة التي تجمع معروضاتها، وكيفية تقديمها للجمهور، وباتت تستهوي القائمين على صالات العرض في العالم كلّه، بغرض توثيق الاكتشافات والمخترعات ووضعها في سياقها الاجتماعي والثقافي.
يشكّل "معرض الحاسب الآلي 2"، الذي افتتح في "الحي الثقافي كتارا" في الدوحة ويتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، الجزء الثاني من معرض صمّم رؤيته وأعدّه عبد الرحمن السنيدي العام الماضي، ويلقي الضوء على "الزمن الرقمي" الذي تجاوز أربعة عقود.
يعرض السنيدي مقتنياته الخاصة وأخرى جمعها من عدّة مؤسسات قطرية، وتضمّ تشكيلات متنوّعة من تقنيات الحوسبة وبرمجياتها، مثل: الساعة الحاسوب التي بدأت فكرتها منذ الثمانينيات تقريباً، والشاشة التي تعمل باللمس، إضافة إلى الألعاب الإلكترونية ("الأتاري") التي تعود إلى حقبة السبعينيات.
كما يضمّ كتباً ومجلات تعود إلى الفترة الممتدّة من عشرينيات القرن الماضي إلى ثمانينياته، والتي تعكس لقارئها العمل المتواصل والبحث المستمر الذي سار عليه الباحثون، حتى وصلوا إلى هذه التقنيات المتطوّرة التي تضمّنتها أجهزة الحاسوب.
يوثّق المعرض في أحد جوانبه بداية دخول الكمبيوتر إلى قطر، مقدّماً لمحة عن أنشطة أولى شركات الحاسوب التي انطلقت منذ عام 1979، ويقدّم نماذج لشخصيات استثمرت في هذا القطاع، أو قامت بتأسيس أول مواقع إلكترونية في المدارس والجامعات، وكيفية تطوّر منتجاتهم حتى اليوم.
تعود فكرة جمع هذه المعروضات إلى عشرين عاماً إلى الوراء، وقد جسّدت عبر تقديمها في معرضين نماذج متعددة من الحواسيب في مراحل زمنية وأشكال مختلفة، إلى جانب التركيز على أدبيات صناعة الكمبيوتر وتكوين صورة موجزة عن تطوّر الأبحاث والمقالات العلمية النظرية وبدء تحوّلها إلى بعد عملي تطبيقي، في محاولة للمقارنة بين ما كان يفكّر فيه الأنسان وبأي صورة وشكل تم تنفيذه.