"لبنان على السكة".. في ذكرى قطار بيروت-الشام التاريخي

04 اغسطس 2019
(محطة قطار بيروت-الشام)
+ الخط -

تعيش الشوارع في لبنان أزمة اختناقية نتيجة الأعداد الكبيرة في المركبات، ما جعل مطالبات تعود داعية إلى تأهيل سكك الحديد التي جرى إهمالها خلال الحرب الأهلية.

كانت سكة الحديد قطاعاً مؤهلاً للنجاح قبل عام 1975، ولم يكن الأمر يتعلّق فقط بسكة حديد تصل شمال لبنان بوسطه وجنوبه، بل ودمشق أيضاً.

اليوم يشارك فنانون ومصوّرون في التذكير بأهمية هذا المشروع، حيث انطلقت صباح اليوم رحلة تحت عنوان "لبنان عالسكة" في حافلة النقل المشترك من بيروت إلى منطقة رياق لاكتشاف قطار بيروت-الشام التاريخي.

الرحلة تتضمّن زيارة محطّات القطار المختلفة تنطلق من المحطة القديمة له والتي كانت تنطلق من منطقة مارمخايل، وزيارة معرض صور أرشيف سكك الحديد بعدسة الفوتوغرافي إيدي شويري، ولوحات الفنان توم يونغ.

فكرة السكة تعود إلى الكونت إدمون دو برتوي، وهو ضابط سابق في البحرية الفرنسية كان يقيم في بيروت عام 1889، وقد نال رخصة إنشاء مرفأ بيروت وسكة الحديد بين دمشق وحوران.

وفي عام 1891، صدر فرمان إنشاء "الشركة العثمانية لخط حديد بيروت – دمشق"، بمعنى أن المنطقة شهدت تأسبس خطين مهمين هما: بيروت – دمشق، ودمشق – حوران (الذي عرف بخط دمشق – مزيريب).

اندلعت الحرب عام 1975 وتوقفت القطارات عن نقل الركاب، لكنها استمرت بنقل المواد الأولية والبضائع، وساهم مستخدمو السكك بتسيير القطارات على الخط الجنوبي لنقل الفيول إلى معامل الكهرباء، ما منع انقطاع الكهرباء عن لبنان طوال فترة الحرب.

ولكن المعارك ألحقت الأضرار الكبيرة بالانشاءات والتجهيزات والمباني والآليات والمعدات، إلى جانب التعديات على الأملاك العامة التابعة لمصلحة السكك الحديدية.

توقّف القطار عن العمل نهائياً ابّان حرب التحرير سنة 1989. بقي الوضع على حاله حتى سنة 1991 عندما قرّرت الحكومة اللبنانية تسيير ما عرف بـ"قطار السلام" الذي أعلن معاودة الرحلات بين الدورة وجونيه، سجّلت 400 رحلة ثم توقفت.

وبالطبع جرى تسويف الأمر رغم ما يوفر مشروع القطار على المواطن والدولة من مصروفات تنقلات، ويخفف الضغط على الطرق العامة الخارجية والداخلية.

المساهمون