هذا ليس غريباً على لوسيار (1931)، فهو ينتمي إلى المدرسة التجريبية في الموسيقى، ومقطوعاته ذات خصوصية كما لو كانت محاولات مستمرة لاستكشاف أو استخراج المزيد من الأصوات من العالم.
عن هذه التجربة أخرجت الألمانية فيولا روش بالتعاون مع المؤلّف الموسيقي الألماني هوك هاردر (من المدرسة التجريبية أيضاً)، فيلماً وثائقياً بعنوان "لا أفكار بل أشياء"، والذي يُعرض في "مركز بيروت للفن" عند الثامنة من مساء بعد غدٍ الأربعاء.
الفيلم أُنتج عام 2012، وتجرّب فيه روش وهاردر استقصاء علاقة الموسيقي بالأصوات، وأن يقول ما يفكّر به بصوت عالٍ وأن يعلّق على أعماله الفنية ويقرأها بعد سنوات من تنفيذها.
يعود لوسيار إلى بداياته مع عروض الموسيقى الإلكترونية التي شغف بها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؛ ومن بينها "موسيقى للمؤدي السولو"، و"العصفور والشخص".
ولكن المقطوعة المهيمنة أكثر من غيرها على الفيلم، هي "أنا جالس في غرفة" التي قدّمها لوسيار عام 1970، وهي مقطوعة سجّل فيها الموسيقي لنفسه وهو يقرأ نصاً، ثم يعيد الاستماع إليه في الغرفة، وتسجيل هذه العملية، وتكرارها مرّات ومرّات. وبما أن لكلّ غرفة صدى وتأثير مختلف على الأصوات، يعيد لوسيار التجربة في أكثر من غرفة، صالة كبيرة، غرفة صغيرة.. إلخ. في محاولة منه لاختبار ما يُفقد أثناء النسخ.