وتشتدّ وطأة عمليات التنكيل، بشكل خاص، ضدّ المقدسيين الذين يعملون في مرافق تعمل فيها يهوديّات، تحت ذريعة الحرص على تقليص فرص التواصل بين الفتيات اليهوديات والشباب العرب.
تفترض هذه المنظّمة أنّ هؤلاء الفتيات يعتنقن الإسلام في النهاية، من أجل الزواج بزملائهن الفلسطينيين في العمل.
في كل يوم خميس، من كل أسبوع، يتجمّع العشرات من عناصر المنظّمة في ميدان "تسيون"، وسط المدينة، حيث يوزعون مناشير على المارة وأصحاب المحلات اليهود، تحذّرهم من مغبّة السماح بعمل بناتهم، في مصانع يعمل فيها فلسطينيون.
ولممارسة الضغط على أصحاب المطاعم والمحال التجارية، حيث يعمل المقدسيون، تحرّض هذه المنظمة اليهود على عدم ارتياد هذه المحال أو المطاعم، للضغط على أصحابها ودفعهم إلى طرد العمّال الفلسطينيين.
ويعكف أعضاء هذه المنظمة، الذين يرتدون الفانيلات السوداء، على تسيير دوريات في أرجاء المدينة، حيث يحرصون على توقيف كل فتاة تمشي بجوار شاب للتأكّد من هويّتهما القومية. ويجري الاعتداء على كل فلسطيني يكون برفقة يهوديّة.
ويتعرّض سائقو سيارات الأجرة المقدسيين، لاعتداءات قاسية، في حال تبيّن أنهم يقلّون نساء يهوديات، كجزء من عملهم الاعتيادي.
ويقف على رأس هذا التنظيم، حاخام متطرّف، يُدعى شلومو غونتشاين، وتعمل إلى جانبه زوجته شلوميت.
وتلقى أنشطة هذه المنظمة دعماً من عدد من رموز اليمين المتطرّف، لاسيما باروخ مارزيل وإيتمار بن غفير، وكلاهما كانا من قادة حركة "كاخ" الإرهابيّة، التي أسّسها الحاخام مئير كهانا، في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت تطالب بطرد الفلسطينيين.
وبرغم إخراج "كاخ" عن دائرة القانون، لكنّ قياداتها الشابة، تشارك في كل الأنشطة الإرهابيّة التي تستهدف الفلسطينيين، سواء في الضفّة الغربية أم في داخل إسرائيل.
ولا يحل سكن كل من مارزيل وبن غفير في أحد الجيوب الاستيطانية، في قلب مدينة الخليل، أقصى جنوبيّ الضفة الغربيّة، من دون مشاركتهما في فعاليات تنظمها "لاهافا".
وأكّدت صحيفة "هآرتس"، في تحقيق نشرته يوم الإثنين الماضي، تواطؤ الشرطة الإسرائيليّة مع "لاهفا"، ذلك أنّ وجود عناصر الشرطة يتقلّص تحديداً في المناطق حيث يمارس أعضاء "لاهفا" اعتداءاتهم.
وأفضت الحرب على غزّة ومظاهر احتجاج الفلسطينيين، شرقيّ القدس، بعد قتل مجموعة إرهابيّة، الطفل محمود أبو خضير ومقتل عدد من الشباب الفلسطينيين على أيدي الشرطة الصهيونيّة، إلى ارتفاع عدد أنشطة "لاهفا"، وفق "هآرتس".
وأفادت الاخيرة بأنّ الحرب على غزة أدّت إلى تحويل "لاهفا" من منظمة هامشيّة إلى منظمة "كبيرة"، تضمّ المئات من النشطاء، الذين يتخذون مقرات لهم في عدد كبير من المدن، لاسيّما في المدن المختلطة، حيث يقطن فلسطينيون إلى جانب مستوطنين يهود.
ولا شكّ بأنّ من أبرز أنشطة "لاهفا"، والتي حظيت بصدى إعلامي كبير، كانت الاحتجاجات التي نظّمتها ضد زواج الشاب الفلسطيني محمد، الذين يقطن في يافا، من زميلته اليهودية مورال، بعد اسلامها.
ونظّم نشطاء المنظمة تظاهرة صاخبة أمام صالة الأفراح التي عُقد فيها حفل الزواج. وتنقل "هآرتس" عن يوفال، شاب يهودي يقصد القدس لمحاولة اقناع عناصر "لاهفا" بالكفّ عن ممارساتهم العنصريّة والإرهابيّة، قوله إنّ عناصر التنظيم يصرّون على أفعالهم، ويزعمون أنّ التوارة تنصّ على أن كل العرب هم أعداء لليهود.
وتؤكد الأوساط اليساريّة اليهوديّة أنّ صمت السلطات، لاسيّما وزارات الحكومة التي يُفترض أن يكون لها موقف من ممارسات منظمة "لاهفا" الإرهابيّة، يشجّعها على مواصلة ممارساتها.
وتنقل "هارتس" عن إيال، أحد نشطاء التنظيمات اليسارية، قوله: "أن تصرخ في وسط مدينة يافا: الموت للعرب، لا يُعدّ هذا سلوكاً سيئاً". وتعتبر الصحيفة أنّ أوضح مؤشّر على تشجيع السلطات "لاهفا" على ممارساتها، حقيقة أنّ بلدية الاحتلال في القدس، لم تطالب عناصرها بالحصول على تصاريح لإقامة مركز لها في قلب سوق المدينة.