الولايات المتحدة عشية خيار تاريخي ما بين هاريس وترامب

04 نوفمبر 2024
أميركيون يملؤون بطاقات الاقتراع في اليوم الأخير من التصويت المبكر، 3 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية منافسة حادة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، حيث تسعى هاريس لتكون أول امرأة تتولى الرئاسة، بينما يسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.
- تتركز المنافسة في سبع ولايات رئيسية، مع إنفاق كبير من المرشحين وجولات مكثفة لكسب الأصوات، وتعتبر بنسلفانيا الجائزة الكبرى التي قد تحدد نتيجة الانتخابات.
- تحظى هاريس بدعم مشاهير مثل أوبرا وينفري، بينما يواصل ترامب حملته بخطاب حاد، وتزداد المخاوف من أعمال عنف محتملة مع اقتراب يوم الانتخابات.

تتواصل المواجهة المحمومة والمفتوحة على كل الاحتمالات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في الساعات الأخيرة المتبقية من الحملة الانتخابية، فيزور كل من المرشحين الاثنين بنسلفانيا سعياً للفوز بإحدى أهم الولايات المتأرجحة التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض.

وتشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه السنة منافسة محتدمة بين شخصيتين متعارضتين على كل المستويات، تفصل بينهما حوالي عشرين عاماً من العمر.

فمن الجانب الديمقراطي، هناك نائبة الرئيس التي حلت مرشحة عن الحزب محل الرئيس جو بايدن في وقت متأخر من الحملة في يوليو/تموز على خلفية مخاوف بشأن سنه. وقد تصبح كامالا هاريس (60 عاماً) الثلاثاء أول امرأة على رأس أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم.

في المقابل، هناك الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب (78 عاماً) الذي قلب الطاولة وخاض السباق مجدداً بعدما خرج من البيت الأبيض في 2021 في ختام ولاية غرقت نهايتها في فوضى عارمة ونجا خلالها من آليتي إقالة في الكونغرس وصدر بحقه بعدها حكم قضائي.

وإلى التقلبات والتطورات المفاجئة التي شهدتها الحملة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، تميز السباق هذه السنة بكل أنواع المزايدات في بلد يشهد شرخاً عميقاً.

سبع ولايات تحسم النتيجة

وإن كان كل من المرشحين يبدي ثقته في النصر، فالواقع أن المنافسة شديدة ونيّات الأصوات متقاربة إلى حد أن بضع عشرات آلاف الأصوات قد تكفي لحسم نتيجة الانتخابات. ويتركز فارق الأصوات هذا في سبع ولايات أساسية يجوبها المرشحان بلا توقف منذ أشهر وينفقون فيها مئات ملايين الدولارات.

والجائزة الكبرى بين هذه الولايات السبع تبقى بنسلفانيا التي تقدم أكبر عدد من كبار الناخبين. فالولايات المتحدة تعتمد نظام اقتراع عام غير مباشر يتوج المرشح الذي يتخطى عتبة 271 من أصوات كبار الناخبين، أي غالبية المجمع الناخب الذي يضم 538 من كبار الناخبين. ومن المنطقي بعدُ أن تلقي هاريس وترامب بقواهما الأخيرة الاثنين في هذه الولاية، في ختام حملة شديدة التوتر تبعث الكثير من المخاوف والقلق.

وفي هذه الجولة الأخيرة، تعتزم المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا المولودة من أب جامايكي وأم هندية، زيارة مدينة سكرانتون، مسقط رأس بايدن، ثم بيتسبرغ وفيلادلفيا، أكبر مدن بنسيلفانيا.

أوبرا ولايدي غاغا في دعم هاريس

وستحظى في هذه المحطة الأخيرة بدعم أوبرا وينفري ولايدي غاغا وريكي مارتن، بعدما أيدتها مجموعة من المشاهير مثل بيونسيه وبروس سبيرنغستين وجينيفر لوبيز ونجم كرة السلة ليبرون جيمس.

دونالد ترامب من جانبه، وبعد تجمع انتخابي أول في رالي في كارولاينا الشمالية، يتوجه الاثنين إلى ريدينغ وبيتسبرغ في بنسيلفانيا، قبل أن يختتم يومه الماراتوني في غراند رابيدز في ميشيغن. ولا شك أن رجل الأعمال الثري سيواصل في كل من محطاته وصف بلاد متهالكة تواجه اجتياح ملايين المهاجرين غير الشرعيين المجرمين وتعاني إفلاساً اقتصادياً وأخلاقياً فيما ينخرها على حد تعبيره "أعداء الداخل".

وشدد الرئيس السابق خطابه مؤخراً موجهاً الشتائم والعبارات المهينة إلى منافسته، فيما نعتته هاريس بـ"الفاشي" معتبرة أن ما يحركه هو رغبة الانتقام والتعطش إلى "سلطة بلا حدود". وأبدى إيثان ويلز، وهو موظف في مطعم عمره 19 عاماً التقته فرانس برس في غراند رابيدز، عن حماسته للمشاركة في آخر تجمع لترامب. وقال "حين كان ترامب رئيساً، لم يكن أحد يتمادى مع أميركا".

وصوّت حوالي 80 مليون ناخب من أصل 244 مليوناً بشكل مبكر، من بينهم هاريس نفسها. أما خصمها، فسوف يدلي بصوته الثلاثاء قرب مقر إقامته في فلوريدا.

ولا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع، وهو الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته في انتخابات 2020 وشحن أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير2021 لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن.

وباشر المعسكران منذ الآن تقديم عشرات الطعون والشكاوى إلى القضاء، فيما يخشى ثلث الأميركيين أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني. وعمدت ولايتان على الأقل هما واشنطن ونيفادا إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني واعتبار ذلك إجراءً احترازيّاً. وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر.

وفي أنحاء أخرى من البلاد، تعتزم بعض مكاتب الاقتراع اتخاذ تدابير مراقبة عبر الطائرات المسيرة أو نشر قناصة على السطوح. وفي العاصمة الفيدرالية واشنطن، نصبت حواجز معدنية حول البيت الأبيض والكابيتول ومواقع حساسة أخرى.

(فرانس برس)