سنة بعد سنة، تُبتلى أفريقيا بأمراض تحصد عدداً كبيراً من الضحايا. الآن، دور حمى "لاسا" التي انتشرت أخيراً في دول غرب القارة، مسجلة مئات الإصابات، وسط عجز عن كبحها
تعاني نيجيريا من انتشار حمى "لاسا" القاتلة، التي يسببها فيروس خطير يهدد عدداً من أعضاء الجسم ويسبب تلفاً في الأوعية الدموية. تعتبر حمى "لاسا" من أخطر أنواع الحمى الفيروسية؛ إذ يصعب علاجها، وتتشابه في أعراضها مع كثير من أنواع الحمى المنتشرة في غرب أفريقيا، كالملاريا والإيبولا والحمى الصفراء.
حتى الآن، انتشر المرض في نيجيريا؛ إذ أصيبت نصف ولايات البلاد بالمرض، كما تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية انتشار المرض في غانا وغينيا ومالي وبنين وليبيريا وسيراليون وتوغو.
تصف منظمة الصحة العالمية انتشار حمى "لاسا" في غرب أفريقيا بأنّه أسوأ تفشٍ لمرض قاتل، وأنّه بمثابة أكبر تهديد "عاجل" للبشرية، إذ تسببت الحمى حتى الآن في مقتل 110 أشخاص، وقتلت نحو 24 في المائة من الحالات المصابة.
يدفع الانتشار السريع للحمى، المنظمات الدولية، إلى تكثيف الجهود للحيلولة دون انتشار المرض على نطاق واسع في دول غرب أفريقيا، التي تعاني من انتشار فيروسات معدية وضعف في التغطية الصحية، بالترافق مع استمرار تنقل المهاجرين بشكل غير مراقب عبر حدودها.
يقول نوهان سال، المسؤول في مركز الوقاية الصحية بولاية غومبي في نيجيريا، لـ "العربي الجديد"، إنّ "عدد الحالات المشتبه بها في الولاية بلغ 46 حالة، تم التأكد مخبرياً، حتى الآن، من إصابة 15 منهم، كما ننتظر فحوصاً مخبرية أخرى للتأكد من حالة بعض المصابين".
اقــرأ أيضاً
يشير سال إلى أنّ الانتشار غير المسبوق للمرض يشكل ضغطاً على السلطات والعاملين في قطاع الصحة، ويضيف: "بالرغم من الجهود التي نبذلها إلاّ أنّ الأنظمة الصحية في بعض المناطق ليست قوية بما يكفي لمكافحة أمراض خطيرة"، ويقول: "غالبية المراكز الصحية منهكة، بسبب الأمراض الفيروسية التي تستوطن بلدان غرب أفريقيا، بما فيها نيجيريا التي كانت مستشفياتها، إلى وقت قريب، تصارع داء الإيبولا".
يؤكد أنّ التدابير الوقائية التي اتُخذت ساعدت في احتواء حمى "لاسا"، بفضل العزل الطبي، والإسراع في إجراء الاختبارات الطبية لأيّ حالة اشتباه، بالإضافة إلى دعم المنظمات الدولية التي قدمت بعض الأدوية واللقاحات. يتابع، أنّ ما يعيق عملهم هو التشخيص النهائي للمرض، لأنّ الأعراض تتشابه بين حمى "لاسا" وبعض أنواع الحمى، كما أنّ المرض يصعب تشخيصه بسرعة، وأحياناً لا تظهر علاماته إلاّ عندما يكون هناك نزيف، وهو ما يجعل الاختبار الذي لا يتوفر في الكثير من المراكز الصحية ضرورياً لتشخيص المرض.
تعتبر البيئة في نيجيريا ملائمة لظهور حمى "لاسا" وانتشارها، خصوصاً في المناطق الريفية التي تعتمد على زراعة القمح وتخزينه، إذ تنتشر القوارض المسببة للحمى، كما يمكن أن تنتقل العدوى في المستشفيات التي تفتقر أغلبها للتدابير المناسبة لمكافحة المرض. يصاب الإنسان عادة بالفيروس المسبب لحمى "لاسا"، نتيجة لمسه الفئران المصابة بالعدوى أو لمس أدوات منزلية أو أطعمة ملوثة ببول القوارض المصابة أو برازها، كما يمكن أن تنتقل العدوى من شخص مصاب إلى آخر. حمى "لاسا" من الأمراض الخطيرة التي ليس لها لقاح يقي منها في الوقت الحالي، وهي من الأمراض الوبائية التي يقتصر انتشارها على البلدان الأكثر فقراً، كما أنّ انتشارها يأتي بعد فترة وجيزة من انتشار الإيبولا بغرب أفريقيا، والذي أدى إلى مقتل 11 ألف شخص على الأقل.
تتشابه أعراض حمى "لاسا" مع أعراض الحمى العادية المنتشرة في أفريقيا، ما يجعل اكتشاف المرض صعباً. تبدأ الأعراض في الظهور تدريجياً بارتفاع درجة حرارة الجسم وبضعف عام فيه، وبعد ستة أيام يشعر المريض بالصداع والتهاب الحلق وألم حاد في العضلات والبطن والصدر، ثم في مرحلة لاحقة يصاب بشكل مستمر بالغثيان والقيء والإسهال والسعال والنزيف المعوي.
سميت حمى "لاسا" بهذا الاسم نسبة إلى بلدة لاسا في نيجيريا التي عُرف فيها المرض أول مرة عام 1969، إلاّ أنّه ما لبث أن ظهر في عدد من بلدان غرب أفريقيا، مثل غانا ومالي وسيراليون، ليختفي لاحقاً بعدما تسبب في مقتل العشرات. حالياً، يعتقد الأطباء بوجود الفيروس المسبب للحمى في بلدان أخرى في غرب أفريقيا غير نيجيريا، فقد اتخذت النيجر وبنين وبوركينا فاسو إجراءات مشددة لمنع انتقال العدوى إليها. وفي ساحل العاج هناك قلق متزايد من حالات الحمى النزفية التي تنتقل إلى البلاد من البلدان المجاورة عادة.
في مالي، تواصلت "العربي الجديد" هاتفياً مع مسؤولين في وزارة الصحة، بعدما أكدت منظمة الصحة العالمية ظهور المرض في البلاد. ويقول يحيى أغ أحمد، وهو مسؤول في الوزارة، إنّه "جرى اتخاذ تدابير المراقبة المشددة منذ نحو أسبوعين. وطلبت السلطات من أيّ شخص يعاني من ارتفاع درجة الحرارة يتبعه شعور بالضيق والضعف وآلام في العضلات، التوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي. وقد أنشئت غرف العزل في بعض المستشفيات لمواجهة المرض". يضيف: "حمى لاسا مرض حديث ويصعب اكتشافه وعلاجه، فعدا عن الأعراض المشابهة لأنواع حمى نزفية أخرى، فإنّ فئران المستوم التي تصيب البشر بالعدوى منتشرة بكثرة في دول غرب أفريقيا".
اقــرأ أيضاً
يتابع أنّ المرض ظهر في مالي عام 2009، وتم تشخيصه بعد وفاة شاب عانى من الحمى مدة 10 أيام، ولم يكن قد زار أيّ منطقة يستوطن فيها الفيروس، مما يشير إلى أنّه أصيب بالعدوى في مالي أثناء عمله في قرية سورومبا (جنوب البلاد). مع ذلك، يؤكد أغ أحمد أنّه، حتى الآن، ليس هناك ما يؤكد ظهور حمى لاسا في مالي: "في كلّ الأحوال، نعتمد في الأساس على حملات التوعية والمراقبة والتشجيع على النظافة ومحاربة القوارض ومنع دخولها إلى المنازل".
تعاني نيجيريا من انتشار حمى "لاسا" القاتلة، التي يسببها فيروس خطير يهدد عدداً من أعضاء الجسم ويسبب تلفاً في الأوعية الدموية. تعتبر حمى "لاسا" من أخطر أنواع الحمى الفيروسية؛ إذ يصعب علاجها، وتتشابه في أعراضها مع كثير من أنواع الحمى المنتشرة في غرب أفريقيا، كالملاريا والإيبولا والحمى الصفراء.
حتى الآن، انتشر المرض في نيجيريا؛ إذ أصيبت نصف ولايات البلاد بالمرض، كما تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية انتشار المرض في غانا وغينيا ومالي وبنين وليبيريا وسيراليون وتوغو.
تصف منظمة الصحة العالمية انتشار حمى "لاسا" في غرب أفريقيا بأنّه أسوأ تفشٍ لمرض قاتل، وأنّه بمثابة أكبر تهديد "عاجل" للبشرية، إذ تسببت الحمى حتى الآن في مقتل 110 أشخاص، وقتلت نحو 24 في المائة من الحالات المصابة.
يدفع الانتشار السريع للحمى، المنظمات الدولية، إلى تكثيف الجهود للحيلولة دون انتشار المرض على نطاق واسع في دول غرب أفريقيا، التي تعاني من انتشار فيروسات معدية وضعف في التغطية الصحية، بالترافق مع استمرار تنقل المهاجرين بشكل غير مراقب عبر حدودها.
يقول نوهان سال، المسؤول في مركز الوقاية الصحية بولاية غومبي في نيجيريا، لـ "العربي الجديد"، إنّ "عدد الحالات المشتبه بها في الولاية بلغ 46 حالة، تم التأكد مخبرياً، حتى الآن، من إصابة 15 منهم، كما ننتظر فحوصاً مخبرية أخرى للتأكد من حالة بعض المصابين".
يؤكد أنّ التدابير الوقائية التي اتُخذت ساعدت في احتواء حمى "لاسا"، بفضل العزل الطبي، والإسراع في إجراء الاختبارات الطبية لأيّ حالة اشتباه، بالإضافة إلى دعم المنظمات الدولية التي قدمت بعض الأدوية واللقاحات. يتابع، أنّ ما يعيق عملهم هو التشخيص النهائي للمرض، لأنّ الأعراض تتشابه بين حمى "لاسا" وبعض أنواع الحمى، كما أنّ المرض يصعب تشخيصه بسرعة، وأحياناً لا تظهر علاماته إلاّ عندما يكون هناك نزيف، وهو ما يجعل الاختبار الذي لا يتوفر في الكثير من المراكز الصحية ضرورياً لتشخيص المرض.
تعتبر البيئة في نيجيريا ملائمة لظهور حمى "لاسا" وانتشارها، خصوصاً في المناطق الريفية التي تعتمد على زراعة القمح وتخزينه، إذ تنتشر القوارض المسببة للحمى، كما يمكن أن تنتقل العدوى في المستشفيات التي تفتقر أغلبها للتدابير المناسبة لمكافحة المرض. يصاب الإنسان عادة بالفيروس المسبب لحمى "لاسا"، نتيجة لمسه الفئران المصابة بالعدوى أو لمس أدوات منزلية أو أطعمة ملوثة ببول القوارض المصابة أو برازها، كما يمكن أن تنتقل العدوى من شخص مصاب إلى آخر. حمى "لاسا" من الأمراض الخطيرة التي ليس لها لقاح يقي منها في الوقت الحالي، وهي من الأمراض الوبائية التي يقتصر انتشارها على البلدان الأكثر فقراً، كما أنّ انتشارها يأتي بعد فترة وجيزة من انتشار الإيبولا بغرب أفريقيا، والذي أدى إلى مقتل 11 ألف شخص على الأقل.
تتشابه أعراض حمى "لاسا" مع أعراض الحمى العادية المنتشرة في أفريقيا، ما يجعل اكتشاف المرض صعباً. تبدأ الأعراض في الظهور تدريجياً بارتفاع درجة حرارة الجسم وبضعف عام فيه، وبعد ستة أيام يشعر المريض بالصداع والتهاب الحلق وألم حاد في العضلات والبطن والصدر، ثم في مرحلة لاحقة يصاب بشكل مستمر بالغثيان والقيء والإسهال والسعال والنزيف المعوي.
سميت حمى "لاسا" بهذا الاسم نسبة إلى بلدة لاسا في نيجيريا التي عُرف فيها المرض أول مرة عام 1969، إلاّ أنّه ما لبث أن ظهر في عدد من بلدان غرب أفريقيا، مثل غانا ومالي وسيراليون، ليختفي لاحقاً بعدما تسبب في مقتل العشرات. حالياً، يعتقد الأطباء بوجود الفيروس المسبب للحمى في بلدان أخرى في غرب أفريقيا غير نيجيريا، فقد اتخذت النيجر وبنين وبوركينا فاسو إجراءات مشددة لمنع انتقال العدوى إليها. وفي ساحل العاج هناك قلق متزايد من حالات الحمى النزفية التي تنتقل إلى البلاد من البلدان المجاورة عادة.
في مالي، تواصلت "العربي الجديد" هاتفياً مع مسؤولين في وزارة الصحة، بعدما أكدت منظمة الصحة العالمية ظهور المرض في البلاد. ويقول يحيى أغ أحمد، وهو مسؤول في الوزارة، إنّه "جرى اتخاذ تدابير المراقبة المشددة منذ نحو أسبوعين. وطلبت السلطات من أيّ شخص يعاني من ارتفاع درجة الحرارة يتبعه شعور بالضيق والضعف وآلام في العضلات، التوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي. وقد أنشئت غرف العزل في بعض المستشفيات لمواجهة المرض". يضيف: "حمى لاسا مرض حديث ويصعب اكتشافه وعلاجه، فعدا عن الأعراض المشابهة لأنواع حمى نزفية أخرى، فإنّ فئران المستوم التي تصيب البشر بالعدوى منتشرة بكثرة في دول غرب أفريقيا".