"كورونا" تصيب الأسهم الصينية: خسائر بـ400 مليار دولار

03 فبراير 2020
خسر مؤشر شنغهاي المجمع 8%(Getty)
+ الخط -
تسببت المخاوف من انتشار الفيروس التاجي كورونا، وأثره الاقتصادي، في انخفاض قيمة الأسهم الصينية، وفقا لوكالة "رويترز" بأكثر من 400 مليار دولار في أول جلسة تداول، اليوم الإثنين، بعد عطلة طويلة بمناسبة العام القمري الجديد، في حين ارتفع عدد الوفيات جراء الوباء إلى 361.

وتراجعت الأسواق عند الفتح في أول جلسة لها، منذ 23 يناير/كانون الثاني، عندما أدى ظهور الفيروس إلى وفاة 17 شخصاً في مدينة ووهان بؤرة التفشي، في إقليم هوبي بوسط البلاد.

وأغلقت بورصتا الصين على تراجع تجاوز 7%، حيث تراجع مؤشر بورصة شنغهاي 7,72% إلى 2746,61 نقطة، بينما انخفضت سوق المال في شينزن، ثاني بورصة في الصين القارية 8,41% إلى 1609,00 نقاط.

وسجلت قيمة اليوان أدنى مستوى لها في 2020 لدى بدء التداول، وانخفضت 1.2%، متخطية مستوى السبعة يوانات للدولار ذي الأهمية الرمزية. وتسببت تلك الانخفاضات في أجواء من القلق في الأسواق الآسيوية عموماً.

وجاء التراجع الحاد في السوق على الرغم من ضخ البنك المركزي سيولة في النظام المالي للبلاد - في خطوة لإظهار الدعم للاقتصاد - وعلى الرغم من خطوات الجهات التنظيمية للحد من عمليات بيع الأسهم.

ووصل عدد الوفيات في الصين؛ بسبب الإصابة بالفيروس إلى 361، حتى أمس الأحد، بعد أن كان 17 فقط في جلسة التداول الأخيرة قبل العطلة، يوم 23 يناير/كانون الثاني.


تباطؤ أنشطة المصانع

وفي السياق، أظهر مسح خاص، اليوم الإثنين، نمو أنشطة المصانع الصينية بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر في يناير/ كانون الثاني، مع تنامي المخاطر التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم بفعل انتشار الفيروس التاجي.

وتراجع مؤشر كايشين-ماركت لمديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية إلى 51.1 من 51.5 في ديسمبر/كانون الأول، لكنه ظل فوق مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش للشهر السادس على التوالي.

ولا تظهر المؤشرات على الأرجح التأثير الأولي للأزمة الصحية التي تفاقمت في أواخر يناير/كانون الثاني، وقد تضغط بشدة على النمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

وتراجعت طلبيات التصدير الجديدة إلى نطاق الانكماش، بعد نمو لثلاثة أشهر. وتباطأ الإنتاج وإجمالي طلبيات التوريد الجديدة، لكنهما ظلا في منطقة النمو، وقلصت المصانع الوظائف للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وتواجه الصين عزلة دولية متزايدة أيضاً؛ بسبب القيود المفروضة على الرحلات الجوية من البلاد وإليها. 

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن التفشي يشكّل حالة طوارئ عالمية، لكنها قللت من أهمية فرض قيود على التجارة والسفر. 

خسائر في اليابان وكوريا

وفي اليابان، أغلقت البورصة على انخفاض، اليوم الإثنين، مقتدية بموجة البيع الضخمة في الأسهم الصينية بسبب تنامي المخاوف من التأثير الاقتصادي لانتشار الفيروس التاجي.

وأغلق المؤشر نيكي القياسي على انخفاض 1.01% إلى 22971.94 نقطة. وقاد قطاعا شركات المنتجات الاستهلاكية وشركات تكنولوجيا المعلومات الهبوط بالسوق.

وحذر اقتصاديون بالفعل من أن تفشي المرض، سيلقي بثقله على الإنفاق الاستهلاكي والسياحة وأنشطة المصانع، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما سيؤثر بدوره على اليابان التي تعد الصين من أكبر أسواق التصدير بالنسبة لها.


وفي كوريا الجنوبية، توقع وزير المالية هونغ نام كي، اليوم الإثنين، أن يؤثر الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد على اقتصاد كوريا الجنوبية، ما لم يتم احتواء الوباء بسرعة.

وقال هونغ، في اجتماع مع الوزراء ذوي الصلة بالاقتصاد، إنّ فيروس كورونا الجديد كان له أثر محدود على الاقتصاد الكوري حتى الآن، ولكن من الصعب تحديد كيف سيؤثر انتشار الفيروس على اقتصاد البلاد، مضيفاً أنّ "هناك احتمالاً كبيراً أن يؤدي هذا الوضع إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني، وفي هذه الحالة سيكون له أثر سلبي على الاقتصاد العالمي".

وأكد هونغ أنّ الحكومة لن تدَّخر جهدًا لتقليل التداعيات الاقتصادية للفيروس، موضحاً أنّ الحكومة سوف تتخذ إجراءات وتدابير "وقائية وسريعة" لتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية، إذا زادت التقلبات بسبب انتشار الفيروس الجديد.


(الدولار = 6.9040 يوانات صينية)


(رويترز, العربي الجديد)
المساهمون