"كرامة" 2019 يحتفل بعشريته السينمائية والشباب والأفلام المبتورة

وستكون دورة هذا العام مناسبة لقراءة التجربة التي تأسست عام 2009 وأطلقت دورتها الأولى عام 2010، والاحتفاء بعقد من السينما قدمها أول مهرجان عربي لحقوق الإنسان.

وتقول مديرة المهرجان سوسن دروزة لـ"العربي الجديد" إن جيلاً من الفنانين، الناشطين والشباب الملتزمين بقيم حقوق الإنسان انخرطوا في تحولات كبرى، بما فيها من أحلام وعنف لا يتوانى عن التدحرج من تعطيل الحلم العادي إلى إسالة الدم. وهنا نشأت موجة عارمة من السينما تتابع التغيرات وتوثقها وتحكي حلمها وكابوسها، في أطر متنوعة لجهة الموضوعات والمعالجة".

وتضيف أن "كرامة" يسلط الضوء على الأفلام ذات القيمة الفنية والحقوقية وذات الأهمية للمنطقة العربية أولاً، المعنية بالتحولات التي وقعت في السنوات العشر الأخيرة، وهي السنوات التي وجد المهرجان نفسه في خضمها، علماً بأن فكرة المهرجان ارتبطت دائماً بقضايا الإنسان التي لم يمض تاريخ بشري دون أن تكون حاضرة، غير أن عقداً من سينما "كرامة" تزامن مع تحولات خشنة. "نعتقد أن النسخة العاشرة ليست خاتمة عقد، بل هي في الحقيقة بداية زمن جديد".

وتوضح "الدورة المقبلة لن تكتفي فقط بالعروض الفيلمية التي يحضرها المخرجون والمنتجون والممثلون، بل هناك مجموعة ندوات مختصة ومنها واحدة تبحث الملكية الفكرية موجهة للشباب المبدعين والمحترفين، وهم الشباب الذين نطلق عليهم اسم "جيل كرامة"، كما سيحضر خبراء يقيمون عشر سنوات من تجربتنا، وكذلك فرق موسيقية شاركت في الدورات السابقة، وفي الاحتفالية المقبلة ستقدم مجتمعة توليفة موسيقية للمناسبة".

وفي لفتة من المهرجان، تقرر عرض أفلام غير مكتملة، تشير دروزة إلى أن تقديمها للجمهور مبتورة، جزء من حقها في إكمال حكايتها، إذ أن أصحابها لم يستطيعوا المضي فيها، لأسباب مختلفة منها الموت، والاعتقال، والإخفاء القسري.

وأصدر المهرجان بياناً ذكر فيه أن المنطقة ليست غريبة عن الحروب، والاضطرابات، والاحتلال، والانقلابات العسكرية، والتطهير العرقي، والحروب الأهلية، والانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان من قبل الأنظمة المستبدة، وأن اشتعال جسد التونسي محمد البوعزيزي، كان تعبيراً مباشراً عن ثغرة منتظرة في الأفق المسدود، وعن حس الكرامة الطبيعي، الذي لا يزال مطلباً. فإذا كانت الحروب الأهلية وتدخل القوات الأجنبية وتصاعد الجماعات الدينية المتطرفة، وإرهاب الدولة مناسبة لإدانة "ترف" حقوق الإنسان، فإن الكرامة تظل فكرة مسلحة بنبضها.

في السياق ذاته، يستثمر المهرجان احتفالية السنة العاشرة لفتح منصات النقاش حول حقوق الإنسان الأساسية مثل حرية التعبير، والنسيج الأخلاقي الاجتماعي، والتمثيل السياسي والمساواة بين الجنسين، وحرية العقيدة والحق في التعليم، وحماية الطفل.

وفي جميع الدورات السابقة، كان "معمل 612 للأفكار" المؤسس للمهرجان يؤكد أن على الأفلام التي يستقبلها ألا تفرط بالمستوى الفني سواء كان المنتج روائيا أم وثائقيا، وأن الأفكار العادلة تستحق أفلاماً ترقى إلى مستواها.

ابتدأ المهرجان من عمّان، لكنه أسس ودعم مجموعة من المهرجانات العربية: كرامة فلسطين 2013، كرامة موريتانيا 2014، كرامة غزة- مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان 2015، كرامة بيروت 2016، كرامة يمن 2018، وكرامة تونس- المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان، ومهرجان إيراتو لأفلام حقوق الإنسان في ليبيا، من خلال الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "أنهار" التي أسسها المهرجان عام 2015.

ويشترط المهرجان أن تكون الأفلام منتجة بعد يناير/ كانون الثاني 2017 وأن تعالج موضوعات حقوق الإنسان كالتحولات السياسية والعدالة الاجتماعية، وانتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وانعكاساتها على جيل الشباب.

أما الفئات المطلوبة فهي الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، والروائية القصيرة والطويلة، والتحريكية الطويلة والقصيرة.

وتتنافس الأفلام على جوائز: ريشة كرامة، جائزة أفضل فيلم روائي طويل، أفضل فيلم روائي قصير، أفضل فيلم وثائقي طويل، أفضل فيلم تحريكي، جائزة خاصة لأفضل فيلم أردني، بالإضافة إلى جائزة "أنهار"، جائزة الشبكة العربية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان في العالم العربي.