في نهاية العام الماضي، شاركت الإعلامية السورية رين الميلع، التي عملت خلال سنوات الثورة السورية لصالح إعلام النظام، ضمن برنامج "الملكة". وقدمت ضمن البرنامج المختص بالمبادرات الإنسانية والاجتماعية مبادرة بعنوان "أكشن"، وهي مبادرة اجتماعية هدفها تنمية المهارات المهنية لدى الشباب ليكونوا مبادرين ويداً عاملة وفاعلة في مسيرة المجتمع. وعلى الرغم من أن البرنامج لم يختر مشروع الميلع للفوز، إلا أن الميلع استطاعت أن تحصل على مقر لمشروعها وسط العاصمة دمشق، وتمويل لتنطلق بمشروعها من جهات مجهولة.
وبالنسبة لرين الميلع، فهي من الشخصيات التي حاول النظام السوري أن يسلط الضوء عليها في الفترة الأخيرة، بوصفها نموذجاً للفتاة الوطنية والإنسانية يحتذى به، فشارك الفنانون الموالون للنظام بدعمها والترويج لها أمثال: دريد لحام، وقصي خولي، ونسرين طافش التي صورت فيديو سيلفي لتعبر عن دعمها لها، كما أنه سبق للنظام أن روج لاسمها باعتبارها إحدى أبطال لقب "غينيس" الذي حازت عليه قناة "تلاقي".
ومنذ قرابة الأسبوع، انطلق مشروع الميلع "الإنساني" بشكل رسمي، حيث أعلنت منذ أيام بأنها افتتحت.... قهوة (كافيه) في وسط العاصمة دمشق، باسم "آكشن بيكري"، وادعت بأنها حصلت على تمويلها من المتبرعين، على اعتبار أن القهوة مشروع خيري، غير ربحي، وأن ثمن المشاريب والمأكولات التي تتقاضاها من الزبائن، ستستثمر في مشاريع إنسانية جديدة تخدم المجتمع المدني. وذلك لأن الميلع بحسب ادعائها ترغب بأن تمول المشاريع الإنسانية ذاتياً. فكتبت على صفحة المشروع الرسمية: "محظوظون بجمع أول 1000 متابع للصفحة، "آكشن كافيه" حيث كل كوب قهوة وقطعة خبز، تعني مساعدة وابتسامة لشخص ما".
وروجت الميلع إلى أن القهوة تحتوي على قاعة إضافية مخصصة لتدريب المستفيدين وتنمية مهاراتهم، لتحافظ على سياق المشروع الذي تم تمويله قدر الإمكان. ولكن أسوأ ما في الأمر، أن الميلع عملت على تسييس الفعل الإنساني الذي تدعيه، حيث تصدرت الكافيه الخيرية صورة كبيرة لبشار الأسد، كما أنها حرصت في الفيديوهات الترويجية التي نشرتها قبيل افتتاح القهوة على إظهار العلم السوري وصورة الرئيس، وهي تتكلم عن أهمية الأفعال الإنسانية، لتحاول بصورة هزلية أن تروج للنظام السوري باعتباره الراعي الرسمي للفعل الإنساني، ولتلمع صورته من خلال مشروعها المزعوم.
وجدير بالذكر أن النظام السوري عمل في الفترة الأخيرة بشكل مكثف على استيعاب أنشطة المجتمع المدني، فحاول الاستفادة من المساعدات الإنسانية القادمة من الخارج ليبدو شريكاً إنسانياً، وليحاول أن يثبت بأنه الراعي الرسمي للإنسانية والعلمانية في سورية، وأنه القوة العسكرية الداعمة للتقدم والتحضر والرادعة للإرهابيين أعداء الإنسانية. وذلك ما دفع بشار الأسد لوصف فريق "الخوذ البيضاء" بأنه فريق إرهابي يمثل جبهة النصرة! فمن الواضح اليوم أن نظام الأسد وإعلامه يسعيان للتركيز على الأنشطة الإنسانية المزعومة، ليبرروا بقاء الأسد على عرش الحكم الذي هزته دماء السوريين، من خلال غطاء الإنسانية.
وبينما يسعى الفنانون والشخصيات العامة الداعمة للأسد إلى تليمع صورته بصفته "أب السوريين" و"أب الأعمال الإنسانية" مقابل شيطنة المنظمات الداعمة للثورة السورية يتّجه العالم في اتجاه آخر، بينما تبقى محاولات مناصري الأسد محلية. وآخر اعتراف دولي بجهود منظمات الإغاثة السورية كانت مع اختيار مجلة "تايم" الأميركية مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، من بين أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم لعام 2017، والتي تضم قادة وسياسيين وملهمين ورواد أعمال وفنانين، من دون ترتيب.
ويرأس الصالح مؤسسة الدفاع المدني السوري، التي نشأت كاستجابة محلية في مناطق المعارضة السورية لعمليات القصف التي بدأ النظام بشنها مع تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضده، وتوسعت لتتحول بعد 6 سنوات من بداية الثورة السورية إلى شبكة متطوعين تضم أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة.
اقــرأ أيضاً
وبالنسبة لرين الميلع، فهي من الشخصيات التي حاول النظام السوري أن يسلط الضوء عليها في الفترة الأخيرة، بوصفها نموذجاً للفتاة الوطنية والإنسانية يحتذى به، فشارك الفنانون الموالون للنظام بدعمها والترويج لها أمثال: دريد لحام، وقصي خولي، ونسرين طافش التي صورت فيديو سيلفي لتعبر عن دعمها لها، كما أنه سبق للنظام أن روج لاسمها باعتبارها إحدى أبطال لقب "غينيس" الذي حازت عليه قناة "تلاقي".
ومنذ قرابة الأسبوع، انطلق مشروع الميلع "الإنساني" بشكل رسمي، حيث أعلنت منذ أيام بأنها افتتحت.... قهوة (كافيه) في وسط العاصمة دمشق، باسم "آكشن بيكري"، وادعت بأنها حصلت على تمويلها من المتبرعين، على اعتبار أن القهوة مشروع خيري، غير ربحي، وأن ثمن المشاريب والمأكولات التي تتقاضاها من الزبائن، ستستثمر في مشاريع إنسانية جديدة تخدم المجتمع المدني. وذلك لأن الميلع بحسب ادعائها ترغب بأن تمول المشاريع الإنسانية ذاتياً. فكتبت على صفحة المشروع الرسمية: "محظوظون بجمع أول 1000 متابع للصفحة، "آكشن كافيه" حيث كل كوب قهوة وقطعة خبز، تعني مساعدة وابتسامة لشخص ما".
وروجت الميلع إلى أن القهوة تحتوي على قاعة إضافية مخصصة لتدريب المستفيدين وتنمية مهاراتهم، لتحافظ على سياق المشروع الذي تم تمويله قدر الإمكان. ولكن أسوأ ما في الأمر، أن الميلع عملت على تسييس الفعل الإنساني الذي تدعيه، حيث تصدرت الكافيه الخيرية صورة كبيرة لبشار الأسد، كما أنها حرصت في الفيديوهات الترويجية التي نشرتها قبيل افتتاح القهوة على إظهار العلم السوري وصورة الرئيس، وهي تتكلم عن أهمية الأفعال الإنسانية، لتحاول بصورة هزلية أن تروج للنظام السوري باعتباره الراعي الرسمي للفعل الإنساني، ولتلمع صورته من خلال مشروعها المزعوم.
وجدير بالذكر أن النظام السوري عمل في الفترة الأخيرة بشكل مكثف على استيعاب أنشطة المجتمع المدني، فحاول الاستفادة من المساعدات الإنسانية القادمة من الخارج ليبدو شريكاً إنسانياً، وليحاول أن يثبت بأنه الراعي الرسمي للإنسانية والعلمانية في سورية، وأنه القوة العسكرية الداعمة للتقدم والتحضر والرادعة للإرهابيين أعداء الإنسانية. وذلك ما دفع بشار الأسد لوصف فريق "الخوذ البيضاء" بأنه فريق إرهابي يمثل جبهة النصرة! فمن الواضح اليوم أن نظام الأسد وإعلامه يسعيان للتركيز على الأنشطة الإنسانية المزعومة، ليبرروا بقاء الأسد على عرش الحكم الذي هزته دماء السوريين، من خلال غطاء الإنسانية.
وبينما يسعى الفنانون والشخصيات العامة الداعمة للأسد إلى تليمع صورته بصفته "أب السوريين" و"أب الأعمال الإنسانية" مقابل شيطنة المنظمات الداعمة للثورة السورية يتّجه العالم في اتجاه آخر، بينما تبقى محاولات مناصري الأسد محلية. وآخر اعتراف دولي بجهود منظمات الإغاثة السورية كانت مع اختيار مجلة "تايم" الأميركية مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، من بين أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم لعام 2017، والتي تضم قادة وسياسيين وملهمين ورواد أعمال وفنانين، من دون ترتيب.
ويرأس الصالح مؤسسة الدفاع المدني السوري، التي نشأت كاستجابة محلية في مناطق المعارضة السورية لعمليات القصف التي بدأ النظام بشنها مع تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضده، وتوسعت لتتحول بعد 6 سنوات من بداية الثورة السورية إلى شبكة متطوعين تضم أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة.