وعن التفسير الأول المحتمل، قالت الصحيفة فإنه قد يكون مرتبطا بمرض العاهل السعودي، الملك سلمان، أو بعدم قدرته على ممارسة مهامه، ما قد يعني أنه لا هو ولا نجله ولي العهد محمد، قادران على السيطرة بشكل مطلق على الأوضاع في البلاد، تاركين الهيئات المختلفة التي تسيّر البلاد من دون قيادة واضحة.
أما التفسير الثاني، بحسب المقال، فقد يكون مرتبطا برغبة محمد بن سلمان في تسريع تنفيذ رؤيته 2030، التي تم إقرارها في 2016.
ويبقى التفسير الثالث على نقيض ذلك كليا، وفق "فايننشال تايمز"، على اعتبار أن قيادة البلاد، التي تشمل أفرادا من داخل العائلة الحاكمة، وتتفرع إلى عدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين، قد تكون تخلت عن رؤية 2030، واختارت العودة إلى رؤية تقليدية تقوم على الحذر الشديد، وهدفها الأساس ضمان استمرار آل سعود في الحكم.
ولفت المقال إلى أن التفسير الأول يعد أمراً شائعاً في أسواق المال من دون وجود ما يدعمه. أما التفسير الثاني فيظل غير وارد بالنظر لعدم قدرة الحكومة السعودية على تحقيق أي من مشاريعها الكبرى المعلنة في 2016، باستثناء تمكن بعض النساء المحظوظات من سياقة السيارات بأنفسهن.
ورأى المقال أن التفسير الثالث هو الأقرب إلى الواقع، رغم أنه لحد الساعة لم تحدث أي عودة تامة للقيم التقليدية.
إلى ذلك، أوضح المقال أن الخلاف الذي نشأ أخيرا بين السعودية وكندا قد يعني أن السيطرة على الوضع الأمني الداخلي وقمع المعارضة أهم بكثير من حقوق الإنسان أو تحسين صورة البلاد في الخارج. وأضاف أن الخطوة المحتملة القادمة يمكن أن تتمثل في إقرار هدنة مؤقتة للصراع باليمن، الذي عرى هشاشة الجيش السعودي.
كما اعتبر المقال أنه بمعزل عن ذلك قد يتم وضع حد للخلافات العبثية مع قطر وكندا، والعودة إلى السياسات البراغماتية التي تم إقرارها في عهد الملك الراحل عبد الله. وأضاف أن الإصلاح كان مطلوبا في السعودية، وأنه ما زال كذلك، لكنه لم يكن ليتحقق من خلال الرؤى الكبرى. ولفت كذلك إلى أن العودة للعهد السالف لن تكون سهلة، ولن تحلّ مشاكل البلاد، لكنها قد تحقق بعض الاستقرار في المنطقة وأسواق النفط.