بات الفيلم الروائي الروسي "غياب الحب" من إخراج أندريه زفياغينتسيف، من بين الأعمال التي تأهلت للمنافسة النهائية لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
ويروي الفيلم الذي سبق له أن حصل على جائزة لجنة التحكيم بالدورة الـ70 لمهرجان "كان" في مايو/أيار الماضي، قصة اختفاء طفل من أسرة تعيش حالة من الانفصال وإجراءات الطلاق، وتجري أحداثه على أطراف موسكو.
وأثناء انشغالهما ببيع شقتهما وخططهما المستقبلية وعلاقاتهما الجديدة، لا يجد الزوج والزوجة وقتا للتفكير في مصير ابنهما البالغ من العمر 12 عاماً ويندمان على إنجابه ويفكران في إرساله إلى مدرسة داخلية.
وبعد سماعه حديث والديه حول رغبتهما في التخلص منه، يبكي الطفل ليلاً ويهرب من بيته في اليوم التالي، ليبدآ البحث عنه دون أن يتوج بنتيجة.
ومن خلال مشاهد متماسكة في بعض الأحيان وعنيفة ومثيرة في أحيان أخرى، يتجاوز الفيلم حدود الدراما العائلية، ليعرض لقطات لواقع مرير تعيشه آلاف من العائلات الروسية قررت الزواج والإنجاب بسبب حدوث الحمل من دون أي مشاعر عاطفية.
"غياب الحب" ليس مجرد عنوان الفيلم، بل جوهره وسط إظهاره لأنانية الكبار الذين ينهون علاقة، فيبدأون أخرى جديدة، متوهمين بأنها ستضع حدًا لوحدتهم، ولكن اختفاء الطفل يربك حساباتهم.
Twitter Post
|
لا يكشف الفيلم عن مصير الطفل، مكتفياً بعرض مشهد في المشرحة، حيث ينفي الوالدان أن أمامهما جثة ابنيهما، بينما ينصحهما منسق عمليات البحث بإجراء تحليل للحمض النووي. ثم ينتقل الفيلم إلى مشاهد بعد مرور نحو عامين، ولا يزال الطفل غائباً، في الوقت الذي يواصل فيه أبواه حياتهما مع شريكين جديدين، من دون أن يجد أحد سعادة بحث عنها.
وكانت لجنة الأوسكار الروسية قد قررت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ترشيح "غياب الحب" لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. وهذه ليست أول مرة يتأهل فيها عمل سينمائي من إخراج زفياغينتسيف للمنافسة النهائية للأوسكار، إذ تنافس فيلمه "الطاغوت" عليها في عام 2015.
وكانت المرة الوحيدة التي حصلت فيها روسيا ما بعد السوفييتية على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في عام 1995، وذلك عن فيلم "تعبون تحت الشمس" للمخرج نيكيتا ميخالكوف.