"غول" الأسعار يسلب السودانيين فرحة العيد

15 يوليو 2014
موجة غلاء سلع يشهدها السودان (أرشيف/getty)
+ الخط -

ارتبطت مواسم الأعياد لدى السودانيين بشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، إلى جانب الحلويات وتجديد بعض أثاث المنزل، لكن هذا العام قد لا يقوى الكثير من السودانيين على ذلك مع ارتفاع الأسعار التي وصلت إلى نسب خيالية تتعدى الـ 200 في المئة مقارنة بالموسم السابق.

وتقول زهرة حسن، وهي والدة لطفل لم يتجاوز عمره خمسة أعوام، إنها في حيرة من أمرها، بعدما ذهبت للسوق وصدمتها الأسعار المرتفعة للملابس وأحذية الأطفال.

وتضيف "لكي أستطيع شراء بنطلون وقميص وحذاء لإبني، علي أن أدفع 500 جنيه، في حين أن راتبي لا يتعدى 800 جنيه".

وتلفت زهرة إلى أنها كانت تشتري لطفلها ملابس العيد، بكلفة لا تتعدى 50 جنيهاً (8.7 دولار)، فيما يبدو أن طفلها سيُحرم هذا العام من طعم عيد الفطر، بسبب غلاء الأسعار.

الاستغناء عن الحلويات

وفيما يتعلق بتجهيزات العيد من حلويات وتجديد في المنزل، فالواقع هو نفسه. إذ تقول زهرة "هذا العام لن أستطيع أن أجدد منزلي بسبب ارتفاع الاسعار ولن اشتري ستائر جديدة وسأكتفي بغسل وكيّ القديم واستخدامه من جديد. أما بالنسبة للحلويات فسأكتفي بالقليل منها، وقد لاتكفينا ليوم أو يومين".

أما رقية عبد الحكم، ربة منزل وأم لخمسة أبناء، فتؤكد أنها ذهبت للسوق ولم تشتر شيئاً لأن كل المبالغ التي استطاع زوجها أن يوفرها لها لا تكفي لشراء الثياب سوى لواحد من أبنائها، بينما الآخرون سيشعرون بالغبن، خاصة أن اختيارها بالتأكيد سيقع على أصغرهم.

وتؤكد رقية أنها أسقطت تماماً من حساباتها شراء أو طبخ الحلويات التي درجت على تقديمها للضيوف أيام العيد، وأردفت "سأحاول أن أستدين لكي أصنع لأبنائي بعض الحلويات، وإذا لم أستطع فسنستغني عنها هذا العام".

ويؤكد عبدالله بأنه لا يقوى هذا العام على مجاراة الأسعار ويضيف "واضح أن اطفالي هذا العام لن يشعروا بفرحة العيد التي تتمثل لديهم بالملابس الجديدة واللعب والحلويات، لأنني بأي حال من الأحوال لن أستطيع أن أشتري لهم ثياب العيد بسبب ارتفاع الأسعار".

التجار: ليس ذنبنا 

ويؤكد التاجر، عبدالرحمن علي، أن حركة السوق شهدت تراجعا كبيرا مقارنة بالعام الماضي. ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه "في السابق كانت حركة السوق تبدأ من الأسبوع الأول في رمضان، وكنا نستعين بموظفين إضافيين لتلبية الزبائن، ولكن خلال العامين الماضيين حصل تراجع كبير، ليصل إلى المرحلة الأسوأ هذا العام". ويضيف علي "الآن تجاوزنا نصف رمضان وحركة السوق راكدة".

ويردف "صحيح أن الأسعار مرتفعة، ولكن هذا ليس بسبب التاجر، فنحن نحاول أن نخفض أرباحنا ليشتري الناس، وحتى لا نضطر إلى هجر مهنتنا كما فعل عدد كبير من التجار".

أما التاجر عوض أحمد فيؤكد أن الحركة برغم بطئها إلا أن "هناك مواطنون يقومون بالشراء ولكن ليس بنفس الوتيرة التي تعودنا عليها"، ويوضح "من كان معتاداً على شراء أكثر من قطعة ملابس، أصبح يكتفي بواحدة".

المساهمون