يثير تعرّض العلم الفلسطيني لانتهاكات ومصادرات، أو لاستخدام خاطئ من قبل بعض الفلسطينيين، مع ضعف الاهتمام بمكانته، القلق لدى مؤسسات فلسطينية كثيرة، ما دفعها إلى إطلاق مبادرات كانت آخرها مبادرة "علمنا غالي"، التي تسعى من خلالها شبكة من المؤسسات الأهلية والشبابية والحكومية ترسيخ مفاهيم الانتماء للعلم والهوية الوطنية، وتصحيح مسار استخدام العلم في المحافل كافة.
في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في عام 1987، كان الفلسطينيون يُعتقلون ويُقتلون من أجل العلم ومكانته ورمزيته، كما كان العلم يُخاط سراً بعيداً عن أعين الاحتلال.
وقال وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني صبري صيدم لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر عُقد لإطلاق المبادرة اليوم في مدينة رام الله: "نريد أن نعزز مفهوم الثقافة الوطنية من خلال هذه المبادرة، في ظل العمل الحالي على إعداد منهاج وطني فلسطيني يعزز مفهوم التنشئة الوطنية والاجتماعية، إذ إن التركيز على الرموز قضية مهمة وليست عابرة، فقضية العلم حساسة، خاصة أن الشعب الفلسطيني كله يقاتل من أجل إعلاء علمه".
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أعلن وزير التربية الفلسطيني عن فعالية رفع العلم على كافة المدارس والمؤسسات الفلسطينية في 30 مارس / آذار المقبل، في الذكرى السنوية ليوم الأرض.
وقال المدير التنفيذي لـ"منتدى شارك" الشبابي، بدر زماعرة، في كلمة له خلال المؤتمر إن "المنتدى أطلق المبادرة بالشراكة مع وزارتي التربية والتعليم والداخلية ومؤسسات فلسطينية أخرى، لما يتعرض له العلم الفلسطيني من انتهاكات، وفي وقت يُرفع فيه العلم بشكل خاطئ، فالعلم عنوان الوحدة والسيادة الوطنية".
أما منسق حملة "علمنا غالي"، عادل سباعنة فقال لـ"العربي الجديد" على هامش المؤتمر: "المبادرة تهدف إلى توحيد الجهود الشبابية والتطوعية تحت العلم الفلسطيني"، مؤكداً أنها "جاءت لتعزيز الانتماء للدولة في ظل الانقسامات السياسية، كما انها تركز على الشيء الذي من الممكن الالتقاء حوله، فلم يجد القائمون على المبادرة أكبر من العلم لتحقيق نقاط الالتقاء بين الفلسطينيين".
مبادرة "علمنا غالي" والتي أطلقها منتدى شارك الشبابي (مؤسسة شبابية فلسطينية) تسعى لتنفيذ سلسلة من الفعاليات التطوعية في كافة أنحاء المحافظات الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، ضمن برنامج محدد ينفذ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وتختتم بفعالية رفع العلم الفلسطيني على نحو ألفي موقع بما فيها مؤسسات ومدارس وقرى مهددة بالهدم.
وتتضمن الحملة مجموعة من الأنشطة والفعاليات الجماهيرية تنفذ من خلال الشراكات مع الوزارات والمؤسسات والقطاعين العام والخاص ووسائل الإعلام، والجامعات والمدارس الفلسطينية. كما تشمل مسابقات في الرسم والتصوير تخص العلم ومكانته.
كما يصدر القائمون على مبادرة "علمنا غالي"، دليلاً لكيفية استخدام العلم الفلسطيني ضمن بروتوكولات محددة توضح للمستخدم كافة الشروط الخاصة باستخدامه في مختلف المحافل، إضافة إلى المواصفات والمقاييس الخاصة برفع العلم، وألوانه ودرجاتها وتوزيع أماكن الألوان.