مع دخول "عاصفة الحزم" يومها السابع، تركّزت الغارات الجوية على معقل الحوثيين في صعدة، في وقت استطاعت فيه اللجان الشعبية والقوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، توجيه ضربات قاسية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الضالع، مع استمرار المعارك العنيفة في عدن.
وفي محافظة الضالع، تقهقر المسلحون الحوثيون وقوات صالح، وانسحبوا من مناطق كانوا توغلوا فيها في مدينة الضالع، بعد عمليات ضدهم كانت هي الأقوى. وقال مصدر قيادي في ما يسمى "المقاومة الشعبية الجنوبية"، لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الشعبية فاجأت العدو بعمليات نوعية داخل مدينة الضالع، وبعض المواقع العسكرية التابعة للواء 33، وأجبرت الحوثيين وجنود اللواء على التراجع، بل والانسحاب إلى مناطق خارج مدينة الضالع". وكانت مصادر في الضالع أكدت سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وقوات صالح، فيما قالت مصادر طبية وشهود عيان إن أكثر من 7 مدنيين و"مقاومين" لقوا مصرعهم، بينهم نجل محافظ الضالع، الشاب محمد علي قاسم طالب، في عمليات قنص للمسلحين الحوثيين، في محيط مقر اللواء 33.
أما في عدن، فلا تزال العديد من المناطق تشهد مواجهات عنيفة، لا سيما مدينتي دار سعد وخور مكسر. وعن القناصة الذين يتمركزون على أسطح بعض المنازل، كشف مصدر في اللجنة الأمنية في عدن، لـ"العربي الجديد"، أن "هؤلاء القناصة من قوات مكافحة الإرهاب التي دربتها الولايات المتحدة ويستخدمها صالح".
وفي التطورات الميدانية أيضاً، ذكرت مصادر إعلامية أن الحوثيين حاولوا السيطرة على الجزيرة الواقعة في قلب مضيق باب المندب، عبر التوغل بزوارق بحرية من جهة البحر الأحمر، واندلعت اشتباكات بينهم وبين الجنود الموجودين في الجزيرة.
وفي جبهة شبوة، تمكنت القبائل من نصب كمين لقوة من الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى، وتمكنت القبائل من أسر المتبقين. وبدا واضحاً أن ضربات طائرات التحالف في عدن وأبين والضالع ولحج، والتي تركّزت الأربعاء في مناطق تجمّع الحوثيين في عدن، أثّرت بشكل مباشر على قدرات الحوثيين.
اقرأ أيضاً: ساحة الحرب اليمنية تتسع: مواجهات حدودية وإِشارات سياسية
من جهة أخرى، تركزت ضربات "عاصفة الحزم" على مواقع ومعسكرات للحوثيين في صعدة، معقل الجماعة، فيما سقط أكثر من 20 قتيلاً ونحو 50 جريحاً جراء سقوط قذيفة في مصنع ألبان بمحافظة الحديدة، تضاربت الأنباء حول مصدرها.
وأكدت مصادر قريبة من الحوثيين أن طيران التحالف استهدف، الأربعاء، مواقع في مناطق متعددة، منها "المعسكر الجمهوري"، كما استهدف منطقة "مران"، المعقل الأول للجماعة، فيما وصلت الأهداف إلى محافظة حجة، المحاذية لصعدة، والواقعة على البحر الأحمر، حيث استهدفت الضربات منفذ "حرض" وجسراً قريباً منه، كما استهدفت ميناء ميدي، الذي يعد أقرب الموانئ إلى صعدة ويقع تحت نفوذ الحوثيين.
وفي صنعاء، تجددت الضربات فجر الأربعاء، إذ سُمعت انفجارات في مناطق متفرقة بالتزامن مع إطلاق مضادات الطائرات، وعاودت الضربات أيضاً استهداف مواقع في مدينة يريم التابعة لمحافظة إب.
وأعلن المتحدث باسم "عاصفة الحزم"، أحمد عسيري، في مؤتمره الصحافي اليومي، أن عمليات التحالف خلال الساعات الـ24 الماضية كانت مركزة على مواقع الألوية التي تنفذ عملياتها باتجاه عدن والضالع وشبوة، مناشداً الجنود التابعين للجيش اليمني، "بعدم التعاون مع المليشيات الحوثية، والعودة للتعاون مع الحكومة الشرعية".
وأعلن عسيري أن "قيادة التحالف تعي مسؤولياتها في ما خص العمليات في اليمن، وأهمية تجنّب إصابة المدنيين"، معتبراً أن "هذه المليشيات تحت الضغط من عمليات التحالف لذلك تسعى جاهدة لنقل العمليات إلى داخل المدن والقرى، ولكن لن تنجح بهذا الهدف".
وفي ما يخص القذيفة التي سقط على أثرها 20 قتيلاً على الأقل ونحو 50 جريحاً في مصنع للألبان في محافظة الحديدة، غربي البلاد، نفى عسيري أن تكون القذيفة ناتجة عن ضربة للتحالف، وقال إن المعلومات تشير إلى أن ما حدث ناتج عن سقوط قذائف هاون وكاتيوشا اتهم الحوثيين بإطلاقها.