"ضريبة الفوز"...هذا ما سيدفعه أبطال أميركا عن كل ميدالية!

22 اغسطس 2016
بطل أميركا سيدفع الضريبة (العربي الجديد)
+ الخط -

تصدّرت الولايات المتحدة الأميركية جدول الميداليات في أولمبياد ريو 2016 برصيد 121 ميدالية. ويحصل كل رياضي مُتوج بميدالية مهما كان لونها على مبلغ مالي كتقدير لجهوده المبذولة.

مبدأ اليانصيب
نشر موقع "أوبسرفر بوليتيكس" الأميركي تقريراً أشار فيه إلى أن الرياضي الذي يُمثل الولايات المتحدة الأميركية في أولمبياد ريو 2016 لن يكون سعيداً عندما يعود إلى أرض الوطن حاملاً ميدالية أولمبية.

وبحسب الموقع الأميركي، فإن كل رياضي أميركي يُتوج بميدالية (ذهبية، فضية، برونزية) يحصل على مبلغ مالي من الدولة كتقدير لجهوده في الألعاب الأولمبية. لكن هذا المبلغ الذي هو بمثابة هدية للرياضي سيكون بمثابة الفوز بجائزة "اليانصيب".

من المعروف أن "اليانصيب" لعبة يشارك فيها الناس وفي كل دولة في العالم تعتمد هذه اللعبة لكي تُربح الضرائب المالية منها من خلال مشاركة السكان. ويقوم مبدأ اليانصيب على دفع المواطن مبلغا بسيطا من المال مقابل اختيار أرقام عشوائية.

بعد ذلك وفي يوم السحب وفي حال تطابقت أرقامه مع سحب "اليانصيب"، فإنه سيفوز بمبلغ مالي جُمع من كل مشاركات الناس قبل يوم السحب، وبالتالي يُصبح مليونيرا بمجرد دفعه مبلغا بسيطا ووقف الحظ إلى جانبه.

لكن هذا المبلغ الذي فاز به الرجل في لعبة "اليانصيب" لن يكون صافياً له، بل وبحسب نظام كل دولة هناك نسبة 10% أو أكثر تذهب لمصلحة الضرائب. أي أنه في حال فاز شخص ما بمليون دولار، فإن الدولة ستأخذ من المبلغ حوالي 100 ألف دولار ضريبة.

الميدالية الأولمبية والجائزة
بالنسبة لأميركا، فإن مبدأ "اليانصيب" والفوز بالميدالية الأولمبية هو نفسه، إذ تمنح الولايات المتحدة الأميركية المُتوج بالذهبية 25 ألف دولار، فيما يحصل المُتوج بالفضية على 15 ألف دولار، أما المُتوج بالبرونزية فيحصل على حوالي عشرة آلاف دولار فقط.

هذه المبالغ والأرقام المالية تخضع لنظام الضرائب الذي ينص على اقتطاع جزء من المبلغ لمصلحة الدولة، لأن الحصول على مبلغ مالي كبير في أميركا يُعتبر بمثابة جائزة، وبالتالي الضريبة لا مفر منها.

ورغم الأخبار التي انتشرت قبل انطلاق أولمبياد ريو بأن الميدالية الذهبية لا يوجد فيها الكثير من الذهب إلا حوالي 3%، والباقي يتوزع على معادن متنوعة أخرى تُكون خليط الميدالية، إلا أن قناة "بي بي سي" حددت قيمة كل ميدالية بحسب الأسعار العالمية للمعادن.

ووفقاً لـ"بي بي سي"، فإن الميدالية الذهبية تصل قيمتها إلى حوالي 600 دولار اعتماداً على سعر الذهب اليوم، في حين أن قيمة الميدالية الفضية توازي 300 دولار، وأخيراً قيمة الميدالية البرونزية لا تتخطى حاجز الأربعة دولارات فقط.

وكشفت مصلحة الضرائب الأميركية مؤخراً أن الفائز بأي ميدالية في أولمبياد ريو سيخضع لمبدأ الضريبة على الجوائز مثل "اليانصيب"، والتي تصل نسبتها إلى حوالي 40% من الأرباح المالية المُحددة.

ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة لاحتساب قيمة الضريبة على كل رياضي أميركي يُتوج بميدالية في الأولمبياد يتضح أن الفائز بالميدالية الذهبية عليه أن يدفع حوالي 9900 دولار من الـ25 ألفا، أي أن الربح الصافي هو 15100 دولار.

أما المُتوج بالميدالية الفضية فعليه أن يدفع حوالي 5940 من قيمة الجائزة (15 ألف دولار)، أي أن ربح الرياضي الصافي هو 9060 دولارا، وأخيراً المُتوج بالميدالية البرونزية يدفع مبلغ 3960 ألف دولار كضريبة على جائزة (10 آلاف).

فيلبس وبايلز الأكثر تأثراً
تصدرت الولايات المتحدة الأميركية جدول ترتيب الميداليات في أولمبياد ريو عن جدارة واستحقاق بـ121 ميدالية (46 ذهبية، 37 فضية، 38 برونزية).

وحتى الآن، يبدو أن السباح الأميركي مايكل فيلبس هو الأكثر تأثراً بنظام الضريبة على الجوائز المالية نتيجة التتويج بالميداليات. فيلبس حقق خمس ميداليات ذهبية في أولمبياد ريو، الأمر الذي يعني أنه سيحصل على مبلغ 125 ألف دولار (25 ألفا عن كل ميدالية ذهبية).

لكن على فيلبس أن يدفع 40% من جائزته للدولة كضريبة فوز، وبالتالي سيخسر فيلبس حوالي 50 ألف دولار من المبلغ ويحصل على 75 ألفا فقط. أما الرياضية سيمون بايلز التي أبهرت العالم بأدائها الراقي في منافسات "الجمباز الفني"، وهي أصغر رياضية أميركية تشارك في أولمبياد ريو 2016، فقد حصلت على أربع ميداليات ذهبية وواحدة برونزية. وتصل قيمة جوائز بايلز إلى 110 آلاف دولار، ومع ضريبة 40% ستحصل الدولة على 44 ألف دولار، فيما ستحصل بايلز على 66 ألف دولار فقط.

المساهمون