يجتمع عدد من الفنانين الفلسطينيين تحت سقف واحد، لتجهيز مختلف أنواع الهدايا يدوية الصنع، بطُرق مختلفة، تكسر حاجز التقليدية والنمطية في تبادل الهدايا، وتعينهم على إيجاد مصدر دخل ثابت لهم. وتعبّر مُنتجات الفنانين، وهم فريق "سوربرايز"، التي تُصنَع في معمل صغير وسط مدينة غزة، عن مجموعة من المواهب المختلفة، التي تتوزع بين الرسم على الخشب والزجاج والحجارة، وكذلك الحرق على الخشب وصناعة دمى "الكروشيه"، وتجهيز مختلف أصناف الهدايا.
فنون مختلفة
ينشغل أعضاء الفريق داخل المعمل، كخلية نحل متكاملة الأدوار، يعرف كل منهم زاويته الخاصة، فيما يجري تجميع مختلف الجهود للخروج بمنتجات جماعية، تتميز بأنها صُنعت من الألف إلى الياء يدوياً. ويعتمد أعضاء الفريق صاحب المواهب المتعددة، الذي يحمل شعار "نصنع الفرح لأجلكم"، على مشروعهم الخاص لتوفير مصدر دخل يعينهم على توفير المتطلبات الحياتية اليومية، خاصَّة في ظل الأوضاع المتردية، التي يمرّ فيها قطاع غزة المُحاصر من الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة عشر عاماً. وتضم المنتجات اليدوية فنون الكتابة على الخشب، والكتابة بالألوان، وكذلك الرسم على الزجاج، ورسم الشخصيات عبر أكثر من مجال، سواء بالحرق على الخشب أو الحبر أو الألوان، فيما تختلف المادة الخام التي يُنفَّذ الرسم عليها. الرسم على الخشب الطبيعي، من ضمن المُنتجات الفنية التي يقدمها الفريق، إلى جانب الرسم على الورق والبورسلان والأكياس، علاوة على الكتابة على الحجر، وتحويل القطع الصَمّاء إلى قطع فنية، فيما تُصنَّع الدمى من الصوف والميداليات الفنية والوطنية بأشكال عديدة.
تشجيع على الإبداع
يخصص الفريق أصحاب الهدايا، بكتابة أسمائهم وبعض العبارات الخاصة فيهم، فيما تُصنَّع قطع الذكريات، وهي عبارة عن عبوات زجاجية صغيرة، تحتوي على رمل البحر، ولفافات ورقية فيها عبارات الحنين المؤثرة، وتُهدى إلى المسافرين. ويختص الفنان قصي الحلو برسم الشخصيات على الخشب وعلى الأوراق، إلى جانب مختلف أنواع الرسم، حيث يجهّز اللوحات الخشبية وفق فكرة الرسمة وطبيعتها، فيما يقوم بعمل لوحات رسم بالخيطان، التي تُثبَّت المسامير فيها حسب طبيعة الفكرة. ويوضِّح الحلو لـ"العربي الجديد"، أنه يستخدم في الرسم ألوان الزيت والأكريليك والفحم، مضيفاً: "العمل مع فريق يضفي ميزة خاصة، تشجع على العمل والإنتاج بشكل أكبر، وعلى الإبداع في إنجاز المهام والمُنتجات"، وفق قوله.
منتجات غنية ومتنوعة
وتوافقه الفنانة نور كراز، عضو فريق "سوربرايز"، التي تختص بالرسم على الزجاج، وصناعة الألبومات الورقية، وإنجاز الأعمال المختصة بمختلف خامات الأوراق، موضحة أنها تركز في خاماتها المستخدمة على ألوان الزجاج، وأقلام تحديد الزجاج، وتجد أن العمل مع فريق يساهم بخروج المنتجات بشكل غني ومتنوع. وتكتب الفنانة ولاء الإفرنجي على الهدايا، وعلى الأخشاب والأوراق ومغلفات الهدايا، لتضفي عليها ميزة إضافية، وتقول لـ"العربي الجديد" إنها استفادت من العمل برفقة الفريق، إلى جانب استفادتها من زيادة جمهورها، فيما تختص زميلتها الفنانة إيمان الطيب بالرسم بلف الورق، وهو عبارة عن فنّ خاص، تقوم فكرته على تشريح الورق المقوى، ولفّها بإبرة خاصة، وفق أساسيات معينة، ويستخدم للأفراح وأعياد الميلاد ومناسبات الأطفال.
فكرة المشروع
من ناحيته، يوضح مدير المشروع محمد النخالة أن مشروع "سوربرايز"، يختص بالمشغولات اليدوية والهدايا والتغليف، ويضم نحو 12 شخصاً، معظمهم خريجون من مجالات مختلفة، وقد خلقوا لأنفسهم مجالات عمل تعينهم على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وفق تعبيره. ويبين النخالة لـ"العربي الجديد" أن المشروع بدأ بأربعة أشخاص، ولم يحصلوا على أي دعم، إلى أن قرروا توسعة مشروعهم وإضافة أشخاص جدد من تخصصات متنوعة، بهدف تقديم هدايا فنية متكاملة، مشدداً على أن القدرة الشرائية المتدنية في قطاع غزة تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه العمل، إلا أن الفريق قرر مواجهتها بالتميز، وتقديم الأفضل.