"رايتس ووتش": "داعش" يعدم العشرات بسرت.. بقطع الرؤوس والصلب

18 مايو 2016
"داعش" سيطر على سرت في أغسطس الماضي (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها صدر، اليوم الأربعاء، عن أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعدم 49 شخصاً في مدينة سرت الليبية، منذ فبراير/شباط 2015، عبر أساليب بشعة، منها قطع الرقاب وإطلاق النار، مضيفة أن من بين المعدمين مقاتلين أسرى ومعارضين سياسيين ومواطنين اتهمهم "داعش" بالتجسس والسحر والشعوذة.

وتحدث التقرير، المعنون بـ"نشعر كأننا ملعونون: الحياة في ظل داعش في سرت الليبية"، عن تسبب "داعش" في جعل الحياة عسيرة على السكان بسرت، عبر تحويل الغذاء والدواء والوقود والنقود، فضلاً عن استيلائه على منازل تعود لـ"الفارين" وتسليمها لمقاتليه و"موظفيه" في المدينة. 

وقالت ليتا تايلور، وهي باحثة أولى في شؤون مكافحة الإرهاب، إن "داعش لم يكتف بذبح من يراهم أعداء وإطلاق النار عليهم، بل تسبب، أيضاً، في معاناة حتى المسلمين الذين يتبعون نظامه".

وأوضحت "هيومن رايتس ووتش" أن عمليات الإعدام الـ49 التي نفذها "داعش" في سرت ومناطق نائية أخرى لم تتوفر فيها المعايير الدولية الأساسية للمحاكمة العادلة، وأنه "نظراً إلى طبيعتها وحجمها، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، قبل أن يؤكد أعضاء منفيون من المجلس البلدي، ومقاتلون في قوات مناوئة، للمنظمة، أن التنظيم اختطف وأخفى عشرات المقاتلين التابعين لمليشيات ليبية، يُعتقد أن كثيراً منهم قُتلوا.


ونقلت المنظمة الدولية شهادات لسكان سرت، تحدثوا خلالها عن مشاهد مرعبة، من قبيل قطع الرؤوس في الشارع، وجثث في ملابس برتقالية تتدلى من السقالات في ما وصفوه بـ"الصلب"، وخطف الرجال من منازلهم ليلاً على يد مقاتلين ملثمين.

ووصف أحد أهالي سرت، ممن استطاعوا، أخيراً، الفرار من جحيم المعاناة، في حديثٍ سابق لـ"العربي الجديد"، الوضع الإنساني داخل سرت بـ"المرعب جداً"، حيث قال إن "الحياة تبدأ عند الساعة 9 صباحاً، وتنتهي بعد صلاة المغرب، ومن بقي من أهالي سرت بالمدينة يعانون من نقصٍ حاد في الغذاء والدواء".

وأضاف أنه "لا وجود لمحال تجارية، إلا التي يسيطر عليها "داعش". وتقتصر عملية البيع على المواد الغذائية والخضراوات واللحوم، فيما الأسعار ترتفع بشكل متزايد، إذ يصل سعر رغيف الخبز الواحد إلى دينار (0.74 دولار)، والسلع تباع بأضعاف أثمانها، ومحلات الملابس فرض فيها اللباس الأفغاني كرمز لتمدّد داعش في المدينة".

ولفت النازح إلى أن "القبضة الأمنية المشددة التي يفرضها داعش جثمت على قلوب أهل سرت لأكثر من عام"، مؤكداً أن "التنظيم استولى على بيوت الأهالي الذين فروا من المدينة، منذ بداية سيطرته عليها، وسلّم بيوتهم إلى عناصره". كما يكشف النازح أن "التنظيم أمر بعض العائلات بمغادرة بيوتهم بحجة أنها تقع في مناطق حيوية، وسلم بيوتهم لما يسمى جنود الخلافة المهاجرين".

ويردف أن "كل شيء في حياة الأهالي مقابل بدل مادي، حتى إذا قرر مواطن النزوح فعليه أن يدفع المال. لقد اشترط "داعش" أخيراً، على المواطنين الحصول على موافقة كتابية من ديوان الحسبة مدفوعة مقابل النزوح".

ويرى أن "عدم نزوح من بقي في سرت، إلى الآن، يعود إلى أن التنظيم يعتقل أبناءهم جراء اتهامات مختلفة، منها التخلّف عن حضور ما سماها بالدورات الشرعية".

بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" في محاولة الاستيلاء على سرت في فبراير/شباط 2015، وبحلول أغسطس/آب من العام ذاته سيطر على كامل المدينة، بما في ذلك الميناء والقاعدة الجوية ومحطة الطاقة الرئيسية والإذاعة، فضلاً عن جميع مقرات الحكومة والأموال، لتتحول إلى أكبر معقل للتنظيم خارج العراق وسورية، حيث أنشأ 3 سجون على الأقل، أحدها يقع في مكان، كان سابقاً مدرسة حضانة. 

وعُلقت الدراسة في جامعة سرت، منذ أواخر عام 2015، عندما توقف المعلمون والطلاب عن الحضور، بعدما حظر "داعش" تدريس التاريخ والقانون، وأمر بحصص منفصلة للذكور والإناث.