"ذا غارديان": تحوّل "ويكيليكس" من منارة لليبرالية لداعمة ترامب

19 أكتوبر 2016
لايزال أسانج في السفارة الأكوادورية في لندن (كارل كورت/Getty)
+ الخط -

بعد تسريبات "ويكيليكس" الأخيرة التي كشفت 2000 رسالة من البريد الإلكتروني لمسؤول الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية تقريراً يعالج "تحول ويكيليكس من موقع مفضل لليسار الليبرالي إلى أداة واضحة لحملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب".

وأشارت الصحيفة إلى أن التسريبات الأخيرة لـ"ويكيليكس" كشفت محاولة كلينتون تأجيل الانتخابات التمهيدية في ولاية "إلينوي"، لتعقيد الأمور على الجمهوريين المعتدلين، فاستغل ترامب الرسائل المسربة، لصرف الانتباه عن اتهامات التحرش الجنسي الموجهة ضده.

ولفتت "ذا غارديان" إلى أن رسائل كلينتون الموجهة للبنوك في "وول ستريت" كشفت في تسريبات، يوم الجمعة الماضي، بعد دقائق من الكشف عن الفيديو الذي تباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء. ويأتي ذلك بعد الاختراق في يوليو/تموز الماضي، وكان يهدف إلى إحراج كلينتون عشية المؤتمر الوطني الديمقراطي.

ونقل التقرير مقالاً للكاتب روبرت ماكي، على موقع "ذي إنترسبت" في أغسطس/آب الماضي، وجاء فيه إن "حساب ويكيليكس على موقع "تويتر" يبدو مثل شركة أبحاث معارضة، تعمل بشكل رئيسي لتقويض كلينتون، أكثر من تحديثات لمنصة غير حزبية للمبلغين عن المخالفات".

وقالت إن التحالف بين ترامب و"ويكيليكس" يمثل انعكاساً مدهشاً للأدوار. عام 2010، أشاد دعاة الشفافية بالموقع، للإفراج عن أكثر من ربع مليون من الوثائق السرية من سفارات الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، بالتعاون مع مؤسسات إعلامية تتضمن "ذا غارديان". وأصبح مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، بطلاً في أعين كثيرين.

حينها، أعرب السياسيون الجمهوريون عن غضبهم تجاه "ويكيليكس". أما الآن، فينظر كثيرون إلى تسريبات الموقع على أنها "الخلاص المحتمل لترامب"، فشارك الرئيس السابق لمجلس النواب، نيوت جينغريتش، في مؤتمر صحافي حول البريد الإلكتروني الذي زعم أن حملة كلينتون تسخر من الكاثوليك.

أما الناشطون الليبراليون، فأعربوا عن استيائهم من اختراق حساب البريد الإلكتروني لمسؤول حملة كلينتون، وانتقدوا توقيت هذه التسريبات. وأفاد المتحدث باسم مجموعة الضغط "الديمقراطية من أجل أميركا"، نيل سوروكا، أنّ "ويكيليكس مثل الإنترنت. ويمكن أن يكون قوة للخير أو قوة للشر. الآن يعمل الموقع على دعم مرشح يدير أبغض حملة في العصر الحديث"، وفقاً لـ"ذا غارديان".

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في المخابرات الأميركية اتهموا روسيا، الأسبوع الماضي، بالاختراقات السابقة، هذا الأمر الذي نفاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

كما نقلت "ذا غارديان"عن مدير حملة كلينتون الانتخابية، روبي موك، أن "وزارة الأمن الداخلي أخذت خطوة غير مسبوقة بقولها… لا مجال للشك في أن هذا الاختراق لرسائل البريد الإلكتروني تم ارتكابه من الحكومة الروسية، للتدخل في الانتخابات، ومحاولة التأثير في النتيجة لصالح دونالد ترامب".

"هذا الأمر يثير سؤالاً مهماً: هل يشكل أسانج وبوتين وترامب مثلثاً؟ هل الثلاثة يتواصلون مع بعضهم بعضاً، أم أن هذا كله مجرد استغلال الصدفة في المصالح؟" وفقاً للصحيفة.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن موقع Democracy Now سأل أسانج سابقاً عما إذا كان يفضل كلينتون أم ترامب، فأجاب " أنت تسألني، هل تفضل الكوليرا أو السيلان؟". لكن بعض المراقبين يرون أن حربه على كلينتون حرباً شخصية، لأنها كانت وزيرة الخارجية حين سُربت البرقيات الدبلوماسية، وتمثل سياستها الخارجية المتشددة نقيضاً للنظرة المعادية للإمبريالية الأميركية، وفقاً للصحيفة.

وأفادت نائبة مدير مركز أوراسيا في المجلس الأطلسي، ألينا بولياكوفا، للصحيفة أن "أسانج يرى أن هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي الدولي أكبر مشكلة تواجهنا اليوم".

وأضافت بولياكوفا: "أعتقد أن الحكومة الروسية تستخدم ويكيليكس. العلاقة تبدو واضحة جداً بالنسبة لي. هل حملة ترامب مرتبطة بويكيليكس؟ يصعب القول، لكني سأكون مندهشة إذا لم يكن هناك أي تنسيق".

إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن أسانج لا يزال متحصناً في السفارة الأكوادورية في لندن بعد طلب اللجوء،، منذ أربع سنوات، بعد أن وجهت له امرأتان في السويد تهماً تتعلق بالاغتصاب، وجرائم جنسية أخرى، الأمر الذي نفاه أسانج، معتبراً أن الاتهامات تمثل مؤامرة أوسع ضده. كما أعرب عن خوفه من تسليمه إلى السويد، مما يعني احتمال إرساله إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث يعتقد باحتمال أن يواجه عقوبة الإعدام.

(العربي الجديد)

المساهمون