"حمام السوق"... تراث عراقي مرتبط بالأعياد والأعراس

16 مارس 2019
تراجع عمل الحمامات الشعبية رغم رخص أسعارها (فيسبوك)
+ الخط -
تشتهر المدن العراقية، ولا سيما القديمة منها، بحماماتها الشعبية العامة، والتي كانت تشهد إقبالاً واسعاً في المناسبات، وخصوصا في الأعياد والأعراس.

وعلى الرغم من اندثار هذا النوع من الحمامات الذي يعرف محليا بـ"حمام السوق" في كثير من المناطق، إلا أن بعض الأحياء العراقية القديمة لا تزال تحتفظ بحماماتها.

وأكد جميل البهادلي وهو معلم عراقي متقاعد (61 عاما)، لـ "العربي الجديد" أن حمام الكرادة القديم يقع في الأزقة القديمة، ويصعب على الإنسان معرفة مكانه إلا إذا كان من سكان المنطقة.

وأوضح أنه حين تزوج قبل أكثر من ثلاثين عاما قضى الليلة السابقة لعرسه في حمام السوق، مؤكدا أن زيارة الحمام الشعبي تحمل الكثير من الفوائد، أبرزها معالجة أمراض المفاصل نتيجة التعرض لبخار الحمام الذي لا يتوفر في المنازل، فضلا عن قيام "المدلكجي" بإزالة الأوساخ العالقة به نتيجة عمله في تصليح السيارات.

و"المدلكجي" مصطلح يطلق على الأشخاص الذين يعملون في الحمامات الشعبية، ويتولون تدليك من يرغب من الزبائن.




أما فهد ناصر، وهو من سكان مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غرب)، فيوضح أن موسم الذهاب إلى الحمام لا يقتصر على الأعراس، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أن فترة الأعياد هي الأخرى تشهد إقبالا واسعا على الحمامات.

وأوضح أن "حمام الشط" الذي سمي بهذا الاسم لوقوعه على ضفاف نهر الفرات يعد من أقدم وأبرز الحمامات الشعبية في الفلوجة، مؤكدا أن زيارته مع أصدقائه لحمام السوق تراجع في السنوات الأخيرة، بسبب انتشار الحمامات الحديثة التي توفر جزءاً مما كان يوفره الحمام الشعبي.




وقال عباس صاحب، الذي يعمل في أحد حمامات محافظة ديالى (شرق) أن الحمّام الذي يعمل فيه بالكاد يوفر أجور الخدمات والعاملين، موضحا لـ "العربي الجديد" أن الإقبال على الحمامات العامة تراجع إلى حدّ كبير.

وأضاف "على الرغم من انخفاض كلفة دخول الحمام والتي لا تتجاوز خمسة آلاف دينار عراقي (ما يعادل أربعة دولارات)، إلا أن الإقبال عليها في تراجع مستمر"، مؤكدا أن العهود الماضية كانت تشهد وصول أفواج من زائري الحمامات من القرى البعيدة إلى مراكز المدن بحثاً عن حمامات السوق.

وأضاف "كانت الحمامات تمتلئ بالزبائن يومي الاثنين والخميس بسبب الأعراس"، مبينا أن الأعراف في السابق كانت تقتضي باصطحاب العريس إلى الحمام الشعبي من قبل أصدقائه، قبل يوم من العرس أو صباح عرسه، مستدركا "إلا أن هذه الظاهرة انقرضت تقريبا، ونادرا ما نشاهدها".
دلالات
المساهمون