وقال الشريف لـ"العربي الجديد" إن بقالته تعيل أسرته المكونة من 10 أشخاص، وأنها كانت بسطة صغيرة، قبل أن يحولها إلى مشروع تجاري مَكّنه من توفير دخل ثابت، وإن ظل الدخل محدودا بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للقطاع المحاصر.
ويوفر القائمون على حملة "جسور الأمل" فرص عمل توفر بدورها مصدراً مستداماً للدخل بعيداً عن المشاريع الإغاثية المؤقتة، في ترجمة عملية لحكمة "لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد"، إذ مولت مئات المشاريع الصغيرة التي نجح أصحابها في تطوير أوضاعهم الاقتصادية عبر نقاط بيع صغيرة، أو بقالات.
وقال محمود أبو عصر من سكان حي الشجاعية شرقي غزة لـ"العربي الجديد" إنه حصل على دفعة مالية تقدر بنحو ألف دولار لتطوير بقالته الصغيرة، وسيقوم بتسديده بالتقسيط.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مركز المشروع الخيري الشبابي، زكي مدوخ، أن حملة "جسور الأمل" أطلقت في 5 مارس/ آذار الماضي، وتأتي امتداداً لسلسة حملات نفذها المركز الذي بدأ العمل في فبراير/ شباط 2016، بفريق يضم نحو 15 متطوعاً.
وأضاف مدوخ لـ"العربي الجديد" أن "المشروع الخيري استهدف حتى الآن تمويل نحو 400 مشروع خاص في غزة، وتخصصنا في المشاريع الصغيرة التي تؤمن العيش الكريم لأصحابها، بعيداً عن المشاريع الإغاثية ذات الاستفادة المؤقتة غير المستدامة".
وتتم الاستفادة من المشروع عبر تقديم الطلبات من خلال الموقع الإلكتروني، وفلترتها عبر لجنة مختصة تقوم بالاختيار وفق شروط ومعايير خاصة، بينها عدم وجود أي مصدر دخل للمستفيد الذي يقوم بالتسديد بالتقسيط.
وقال المدير التنفيذي للمشروع، حازم مهنا، لـ"العربي الجديد"، إنه يقوم باستقبال طلبات المشاريع، والتأكد من كافة التفاصيل، وتجهيز القوائم وفق اللوائح والشروط المحددة مسبقا للاختيار. "الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي وعدم انتظام دفع الرواتب ضاعف أعداد المتقدمين للاستفادة من حملة جسور الأمل. تقدم نحو 2023 مواطن بعد أقل من 36 ساعة من فتح باب التسجيل الإلكتروني".
ويؤكد القائمون على المشروع تميزهم عن جهات الإغاثة عبر تقديم خدمات التمويل لضمان حياة كريمة للأفراد وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي للمجتمع من خلال برامج ومشاريع تستهدف الفئات المهمشة.
وتهدف الحملة إلى المساهمة في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لدى أفراد المجتمع، وضمان توفير فرص عمل للشباب والأسر المتعففة، وحمايتهم من شبح التسول، إلى جانب نشر ثقافة الاعتماد على الذات، وثقافة التكافل الاجتماعي، والعمل الخيري، من خلال تشجيع المساهمات المالية الفردية.
ويطمح القائمون على الحملة إلى تطوير برامج تمويل وتنفيذ المشاريع المتوسطة والكبيرة، وبرامج توفير فرص العمل، وبرامج التأهيل وبناء القدرات، إلى جانب تنفيذ برامج دعم المشاريع الإبداعية، وبرامج الاستشارات والبحوث والدراسات.