"أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب"، هكذا قال القدماء، وهذا هو لسان حال المصريين عند متابعة مواقف البابا تواضروس ومواقفه الأخيرة. فبطريرك الكنيسة المرقسية ملأ الدنيا تصريحات حول وجوب عدم خلط الدين بالسياسة وخطورة ذلك. إلا أن ما يفعله عكس ذلك تماماً، إذ لم يرَ متابعوه منه سوى تصريحات سياسية ينافس فيها أي زعيم حزب أو رجل سياسة.
ورغم أن الرجل يبدأ كل حوار بكلمة "الكنيسة المصرية لا تلعب أي دور سياسي"، إلا أنه في الفترة الأخيرة لم يكفّ عن إبهار المتابعين بتصريحاته السياسية، وأصبح ضيفاً دائماً لبرامج الفضائيات ومواقع الأخبار والصحف. وطبعاً في إطلالته الإعلامية لا يتحدّث عن الروحانيات: من دفاعه عن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، إلى وضعه شروطا لعودة الإخوان. وبالطبع لا ننسى المقولة الشهيرة "نعم تجلب النِّعم"، والتي استخدمها في الترويج لدستور النظام المصري الجديد.
ولكن البابا تفوّق على نفسه هذه المرة، ودخل في منافسة مع بعض القوى صاحبة مقولة "الإخوان باعونا في محمد محمود"، لينافسهم بمقولة "الإخوان باعونا في ماسبيرو". فزعم في حوار مع الإعلامية زينة يازجي على قناة "سكاي نيوز" أن الإخوان هم الذين استدرجوا الأقباط في أحداث ماسبيرو أكتوبر/تشرين الأول 2011، ثم تركوهم في مواجهة الجيش، لتحدث مذبحة ماسبيرو الشهيرة، مؤكداً مجدداً أن "الكنيسة لا تلعب سياسة".
الناشطون والمغردون على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتركوا تصريحات البابا تمر مرور الكرام، وأبوا إلا التعليق عليها. الفنان محمد عطية كان أول المبادرين بالتعليق، وقال: "كل طاغية يلزمه رجال دين موالون له ليمرر من خلالهم جرائمه ويصبغها صبغة اللاجدال، فيتقبلها العوام تقبل النص المقدس".
الحقوقي والإعلامي هيثم أبو خليل علق قائلاً: "البابا تواضروس بالتصريح ده دخل التاريخ من باب مستشفى العباسية.. لا تعليق على التفريط المدهش في دم أبنائك".
في حين تساءل الصحافي أشرف صابر: "ما الذي يريده تواضروس من تصريحاته الاستفزازية بين الحين والآخر، وهو يعلم تماماً أنها افتراءات وأكاذيب؟". وذكّرت الصحافية منال عبد العال البابا ببيان الإخوان الذي هاجموا فيه الأقباط، وقالت: "تواضروس بيقول ماسبيرو كانت خدعة من الإخوان للشباب المسيحي، حد يبعت له بيان الإخوان اللي هاجموا فيه الأقباط علشان نزلوا".
في حين تساءل الصحافي أشرف صابر: "ما الذي يريده تواضروس من تصريحاته الاستفزازية بين الحين والآخر، وهو يعلم تماماً أنها افتراءات وأكاذيب؟". وذكّرت الصحافية منال عبد العال البابا ببيان الإخوان الذي هاجموا فيه الأقباط، وقالت: "تواضروس بيقول ماسبيرو كانت خدعة من الإخوان للشباب المسيحي، حد يبعت له بيان الإخوان اللي هاجموا فيه الأقباط علشان نزلوا".
عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي سخر من تصريحات تواضروس، وقال: "البابا تواضروس ساب عظة وصلاة الأحد، وطلع مع زينة يازجي علشان درس السياسة الأسبوعي".
وأضاف في تغريدة أخرى: "السيسي بيطلع خطابات الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وتواضروس يطلع السبت والحد، والجمعة راحة للشعب المصري من الضحك".
وأضاف في تغريدة أخرى: "السيسي بيطلع خطابات الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وتواضروس يطلع السبت والحد، والجمعة راحة للشعب المصري من الضحك".
وطالب الناشط ألفريد رؤوف "حزب النور" بضم البابا، وقال: "الحج تواضروس ده المفروض ينضم لحزب النور والله، يا جماعة اللي يعرف نادر بكار أو عبد المنعم الشحات يقول لهم يبعتوله استمارة عضوية". أما صاحب حساب "الفرعون الأكبر" فطرح تساؤلاً مهما: "هو تواضروس عارف إن رجل الأعمال المسلم اللي خبى مسيحيين مذبحة ماسبيرو في مكتبه كان بيخبيهم من عساكر الجيش مش من الإخوان؟".
في حين أعرب الحساب الساخر المحسوب على عبد الفتاح السيسي عن إعجابه بكلام البابا، فقال: "تواضروس: حادث ماسبيرو كان خدعة من الإخوان للشباب المسيحي، الله عليك يا أوستازززز". وأثبت صحة تصريحات البابا في تغريدة أخرى وقال: "أنا بدأت أقتنع فعلاً بكلام البابا تواضروس إن الإخوان هما اللي غرروا بالمسيحيين في مذبحة ماسبيرو، واللي أكد لي الكلام ده إن المذيعة رشا مجدي إخوان".