أوركسترا قطر الفلهارمونية... ليلة هادئة مع دفورجاك

15 أكتوبر 2024
مزج التأثيرات الموسيقية الشعبية التشيكية مع الهياكل الكلاسيكية الأوروبية (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أنتونين دفورجاك، الموسيقي التشيكي البارز، اشتهر بدمجه بين التأثيرات الموسيقية الشعبية التشيكية والهياكل الكلاسيكية الأوروبية، مما جعله سفيراً للموسيقى التشيكية.
- أوركسترا قطر الفلهارمونية ستقدم عرضاً لأعمال دفورجاك، منها "سرينادة للوتريات" و"سرينادة للرياح"، حيث تتجلى فيها العناصر الشعبية التشيكية في قالب كلاسيكي.
- دفورجاك نال اعترافاً دولياً بفضل يوهانس برامز، ومن أبرز أعماله السيمفونية التاسعة "من العالم الجديد"، التي كتبها خلال إقامته في الولايات المتحدة.

برز الموسيقي التشيكي أنتونين دفورجاك (1841 - 1904)، بفضل قدرته الفريدة على مزج التأثيرات الموسيقية الشعبية التشيكية مع الهياكل الكلاسيكية الأوروبية. كان متأثراً بالتراث الموسيقي لبلاده، ما جعله سفيراً ثقافياً للموسيقى التشيكية. تتضمن أعماله عناصر من الأغاني الشعبية والرقصات التقليدية، مثل البولكا والفوريانتي.
في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تقيم أوركسترا قطر الفلهارمونية عرضاً تؤدّي فيه عملين لدفورجاك، هما سرينادة للوتريات (Serenade for Strings)، وسرينادة للرياح (Serenade for Winds). وفي كليهما يمكن للمستمع أن يُلاحظ العناصر والمفردات الآتية من التراث الشعبي التشيكي، وقد مزجها المؤلّف في قالب السرينادة الكلاسيكي. 
السرينادة هي شكل من أشكال الموسيقى الكلاسيكية، وقد ظهرت في القرون الوسطى واكتسبت شهرة خاصة في العصر الكلاسيكي. تاريخياً، كانت السرينادة عبارة عن أغنية أو قطعة موسيقية تُعزف في الهواء الطلق، غالباً في فترة المساء، وتكون موجهة إلى شخص معين. تطورت هذه الفكرة لتشمل أيضاً الأعمال التي تؤدى في المناسبات الاحتفالية أو الاجتماعية.
سرينادة دفورجاك للوتريات هي واحدة من أشهر أعماله، وقد ألّفها في عام 1875، تتألف من خمس حركات؛ الأولى: موديراتو (Moderato)، وتتميز ببساطة اللحن وجماله، وتمثّل مقدمة هادئة تُحضّر لباقي العمل. الثانية: تمبو دي فالس (Tempo di Valse). الثالثة: سكييرتسو (Scherzo)، ولها طابع مرح وحيوي. الرابعة: لالرغو (Larghetto)، ويعود دفورجاك هنا إلى البطء، لتّتخذ الحركة طابعاً عاطفياً وتأمّلياً. الخامسة: فينالي (Finale)، وتجمع الطاقة والإيقاع في نهاية مفعمة بالحيوية.
كتب دفورجاك هذه السرينادة في فترة خصبة إبداعياً من حياته، وهي تعكس تأثره بالتراث الموسيقي الشعبي لبلاده، إذ تمزج بين الألحان الدافئة والهادئة، وتلك الهارمونية الغنية.
أما سرينادة أنتونين دفورجاك للرياح، فهي واحدة من أبرز أعماله للآلات النحاسية. كتبها المؤلّف عام 1878، وهي تختلف عن السرينادة الوترية في أسلوبها وأدواتها، إذ ترتكز على مجموعة من آلات النفخ الخشبية (مثل الفلوت، والأوبوا، والكلارينيت، والباسون)، إضافةً إلى آلات النفخ النحاسية (الهورن)، وآلة الكنترباص والطبل الصغير.
تتألف السرينادة من أربع حركات: الأولى: مراشيا (Moderato, quasi marcia)، وهي عبارة عن مسيرة (مارش).

الثانية: مينيويت (Minuetto. Tempo di minuetto)، وهي مينيويت ذات طابع رقصي تقليدي، لكنها تحتوي على نغمات مُستجدّة تتماشى مع الأسلوب الشعبي التشيكي. الثالية: أندانتي كون موتو (Andante con moto)، وهي أبطأ من سابقيتها وتميل إلى التأمل. الرابعة: فينالي (Finale. Allegro molto)، وتتميز بالإيقاع السريع والنغمات الراقصة.
تمتاز هذه السرينادة بطابع مرح وخفيف، ويظهر فيها تأثر دفورجاك الواضح بموسيقى موزارت في البنية والأسلوب، لكن مع لمسة شخصية فريدة.
بدأ دفورجاك يحظى بالاعتراف الدولي بعدما لفت انتباه يوهانس برامز، الذي أعجب بموسيقاه وساعده على نشرها. من أبرز أعماله السيمفونية التاسعة "من العالم الجديد" التي كتبها خلال إقامته في الولايات المتحدة بين عامي 1892 و1895.

المساهمون