"المركز العربي" يناقش تداعيات الاتفاق النووي الإيراني

الدوحة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 ابريل 2015
37D05C83-0BE1-442C-A6F1-6E3BF6A7DCC7
+ الخط -

بادر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى تنظيم مؤتمر عن الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته الإقليمية والدولية، السبت، في الدوحة، شارك فيه باحثون ودارسون وخبراء عرب وأجانب، تداولوا في أوراق علمية ومداخلات متنوعة ونقاشات حوارية، في هذا الموضوع، من مختلف جوانبه السياسية والاقتصادية، لا سيما على صعيد تأثيرات الاتفاق على الحالة العربية.

يعدّ هذا المؤتمر الأول من نوعه عربياً، والذي ينعقد بعد أيام من التوقيع على اتفاق الإطار بين إيران من جهة ودول مجموعة 5+1، ويجمع أهل الاختصاص والبحث الأكاديمي للبحث في تفاصيل هذا الاتفاق وآفاقه وتداعياته. 

شهدت جلسات المؤتمر بعض خلافات في وجهات تقييم هذه التداعيات ووجهاتها مستقبلاً، في دلالة على نجاح مبادرات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المتواصلة في أن تكون الملتقيات والمنتديات والمؤتمرات التي ينظمها منصات حوار ونقاش، واشتباك بين زوايا التحليل.

وحاول المؤتمر الإجابة عن حزمة من الأسئلة المتعلقة باتفاق الإطار الإيراني الغربي، الموقع في لوزان في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وأهمها ما إذا كان قد وضع حداً لطموحات إيران النووية، وما هو مستوى التنازلات التي قدمتها إيران والدول الست من أجل التوصل إلى هذا

الاتفاق الذي من المتوقع أن يعقبه اتفاق نهائي في يونيو/حزيران المقبل؟ وكيف سينعكس على الأزمات الإقليمية الكبرى، سورية والعراق واليمن؟ وكيف سينعكس الاتفاق على موازين القوى الداخلية في إيران؟ وهل تحتدم المواجهة بين الإصلاحيين والمحافظين؟ وغير ذلك من أسئلة، جاءت عليها أكثر من خمسة عشر ورقة استمع إليها حضور المؤتمر.

 افتتح المؤتمر فعالياته بمحاضرة قدمها المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدكتور عزمي بشارة، قال فيها إن الدول العربية التي تخشى التمدد الإيراني غير قادرة على طرح مشروع دولة إقليمية، أو تعاون دول وطنية قادرة على التصدي للمشروع الإيراني، ليس خارجياً فحسب، بل أيضاً على مستوى تماسك مجتمعاتها وشعوبها، بالجمع بين التنمية وحقوق المواطن، وعلى مستوى سحب البساط من تحت أقدام الدعاية الإيرانية، واتخاذ موقف مبدئي من قضية فلسطين، بصفتها قضية عربية وليست عبئاً ينشد التخلص منه.

وأوضح بشارة أن اتفاقية لوزان قد تكون منعطفاً تاريخياً جديداً يعيد ترتيب التحالفات والأولويات في المنطقة، وأن العرب يخطئون كثيراً إذا اعتبروا هذا الاتفاق مسألة تفاصيل، لم يتفق عليها بعد، أو إذا اعتبروا أنهم مجرد بند على قائمة الأضرار الجانبية للعلاقة الأميركية الإيرانية، فالتحدي الكبير هو تحول العرب إلى الذات الرئيسية الفاعلة في تاريخهم على الأقل، وهذا غير ممكن، من دون دول إقليمية قوية، أو اتحاد دول، وأي منها غير ممكن من دون إصلاح في البنى السياسية لأنظمة الحكم العربية.

واستمع حضور المؤتمر من الخبير العراقي، الدكتور عماد خدوري، إلى شرح عن النواحي التقنية للمشروع النووي الإيراني، وقال إن اتفاق لوزان لا يستقيم مع ادعاء إيران سيادتها على أنشطتها النووية.

ورأى الباحث العراقي، الدكتور عبد الوهاب القصاب، أهمية مركزية لعملية عاصفة الحزم العسكرية الجارية في اليمن، بقيادة السعودية، ورأى أن السيناريو الجيد بشأن العرب في سعيهم إلى الحد من التمدد الإيراني أن تصل هذه العملية إلى تحقيق نتائجها النهائية، بإعادة الشرعية إلى اليمن. موضحاً أن التوازن العسكري الاستراتيجي التقليدي والنظامي هو لصالح دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تتفوق إيران في الحرب اللامتناظرة.

وفي الشأن الاقتصادي، قال الخبير السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور ممدوح

سلامة، إن الاتفاق النووي الإيراني لن يكون له تأثير كبير في السوق النفطية العالمية، وإن النفط سيستعيد معظم خسائره في عام 2016.

وفيما اعتبر الدكتور خدوري أن إيران حققت كل أهدافها من البرنامج النووي، ولا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، قال الدكتور سلامة إن إيران ستصنع، في نهاية المطاف، سلاحاً نووياً.

وفي ورقته التي تليت نيابة عنه، لعدم تمكنه من الحضور، رأى الباحث والكاتب السعودي، خالد الدخيل، أن على العرب أن يستفيدوا من منع الاتفاق إيران من تصنيع السلاح النووي فترة 15 عاماً، بأن يبنوا في هذه الفترة الكافية قدراتهم، ويطوروا بنية تحتية ليصبحوا جاهزين لتصنيع سلاح نووي، إذا دعت الضرورة.

وإقليمياً، لفت الباحث التركي، بيرول باسكان، إلى أن عوامل اقتصادية جعلت تركيا تعمل على مساعدة إيران في الخروج من مأزق الملف النووي، والوصول إلى اتفاق.

وبشأن إسرائيل، أفاد الباحث الفلسطيني، محمود محارب، بأنه فيما يعمد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وفريقه، إلى التهويل مما يعتبرها مخاطر في الاتفاق الإيراني الغربي على الأمن القومي الإسرائيلي، فإن كثيرين من النخب العسكرية والسياسية والإعلامية في الدولة العبرية ترفض هذا التهويل، ولا تجده مبرراً.

وإلى هذه الأوراق والموضوعات التي جاءت عليها، طافت مشاركات الباحثين مروان قبلان وفاطمة الصمادي وحيدر سعيد وإبراهيم شرقية وحميد دباشي على شؤون أخرى متصلة بموضوع اتفاق لوزان الإيراني الغربي.  

اقرأ أيضاً:
أوروبا وإشكاليات تنفيذ اتفاق لوزان
رسائل نووية إيرانيّة بعد اتفاق لوزان
خامنئي: الصناعة النووية ضرورة لإيران.. وضرب اليمن إبادة جماعية
روحاني: لا اتفاق نووياً نهائياً دون إلغاء العقوبات كلها 

ذات صلة

الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران/13 فبراير 2021(Getty)

سياسة

اغتيل رئيس جهاز المباحث في قضاء خاش، حسين بيري، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين، وقد تبنت ذلك جماعة "جيش العدل" البلوشية المعارضة.
الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
الصورة
مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 35 / 29 يونيو 2023 (Getty)

سياسة

قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تستعد لرد مشترك "حتمي" من قبل إيران وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وجرت مناقشات لعدد من السيناريوهات "الصعبة".
المساهمون