"المايسترو" فيدرر.. حين تتكلم الخبرة بلسان "رشيق"

30 أكتوبر 2014
روجيه فيدرر عاد للواجهة في ملاعب الكرة الصفراء
+ الخط -
لم يلتفت نجم التنس العالمي، السويسري روجيه فيدرر، كما غمز بعضهم من قناة عمره الكبير البالغ 33 سنة؛ فانطلق بخفة ورشاقة كلاعب في "العشرينيات" من عمره، وردّ على كل الانتقادات، مُسكتا الأصوات التي صوبت إليه، في ظل ابتعاده لفترة عن منصات التتويج، لكنه عاد.. وأي عودة؟

تكلم "المايسترو" فيدرر بـ(5) ألقاب خطفها هذا الموسم، وكان آخرها بطولة بازل في بلاده، ولا يزال الأمر متاحا للمزيد، وصولا للأهم وهو التربع على عرش التصنيف العالمي للاعبي ومحترفي التنس في العالم، من أجل كتابة أحرف إنجاز جديد فيما بعد. وبات "البطل الكبير" على بعد 500 نقطة من استعادة صدارة التصنيف رسميا، وخطفه من الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي يملك 11 ألفا و510 نقاط، مقابل 9280 نقطة لفيدرر.

فيدرر سيفعلها
رغم أن الأمر ليس سهلا على فيدرر في مهمة العودة إلى صدارة التصنيف، بعدما قبض عليها لمدة ست سنوات متتالية، ضاربا بالأرقام عرض الحائط. لكن السويسري يقف أمام مهمة جديدة تتمثل في الفوز بلقب بطولة "باريس بيرسي" قبل آخر بطولات الموسم الحالي في لندن، كما ينشد فشل المتصدر ديوكوفيتش في بلوغ نهائي البطولة الباريسية.

وسيقف فيدرر رسميا على عرش الصدارة، البعيد عنه منذ 2009، قبل أن يعود بشكل سريع في عام 2012، اعتبارا من التصنيف الصادر في الأيام الأولى من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، كما أن الصورة ستكشف في نهاية البطولة الختامية للموسم التي تستضيفها لندن في 9 نوفمبر المقبل.

وما يزيد فرص فيدرر في مواصلة التألق وتسجيل الإنجاز، غياب المصنف الثالث الإسباني رافاييل نادال، لخضوعه لعملية استئصال الزائدة الدودية، بحيث يقف ديوكوفيتش وحده حجر عثرة أمام فيدرر الطامح إلى جمع (2500) نقطة منها (1000) نقطة في "باريس بيرسي"، كما أنه يحمل لقب البطولة الباريسية الموسم الماضي. لذلك فإن أغلب الترشيحات تصب في صالحه.

لاعب "فريد"
يعلم الجميع أن فيدرر صاحب الـ17 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، هو اللاعب الوحيد الذي أمضى (302) أسبوع في صدارة التصنيف العالمي، وهو رقم قياسي جديد في عالم الكرة الصفراء، كما أنه سبق أن تربع على القمة (237) أسبوعا متتاليا. ولو تحقق الأمر واحتل الصدارة مجددا فسيكون الأمر أشبه بمعجزة جديدة في التنس.

كيف سيجد المتابعون عودة لاعب سابق وكبير في العمر إلى صدارة التنس، وهو الذي عاصر نجوم اللعبة؟ سيكون الأمر مشابها تماماً لعودة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا إلى التربع على عرش لاعبي العالم على صعيد كرة القدم!

يملك فيدرر حاسة "شابة" في ملاعب التنس تجعله يصول ويجول، ويؤكد أنه لاعب من طينة مختلفة تماماً. فلا غرابة في اعتباره أعظم لاعب لكرة المضرب على مر العصور. فبعد إحراز السويسري فيدرر لقب بطل دورة بازل السويسرية للمرة السادسة والبالغة جوائزها 1.45 مليون يورو، رفع رصيده إلى 82 لقبا في مسيرته الاحترافية. علما أنه خاض المباراة النهائية 123 في دورات رابطة اللاعبين المحترفين.

تضطر للوقوف احتراما لهذا اللاعب، ليس لكبر سنه الذي سيحجبه عن الإبداع كما ادعى البعض، بل لأنه اللاعب الذي استطاع البقاء ضمن أفضل عشرة مصنفين على العالم، بشكل مستمر منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2002، ومن ضمن أفضل عشرين مصنفا منذ أبريل/نيسان عام 2001.

الوجه الآخر
أكثر ما تم تداوله من حديث عن اللاعب، اعتباره كبيرا في السن، ويملك عائلة تتكون من أربعة أولاد (ولدان وبنتان)، لكن شجرة العائلة بأكملها تتفرع من "التنس"؛ فهو متزوج من لاعبة كرة المضرب السابقة ميركا فافرينيتش، التي التقى بها عندما كانا يتنافسان في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000، وأنجبت ميركا توأما من الإناث، هما ميلا روز وتشارلين ريفا، ثم أنجبت توأماً من الذكور العام الحالي وهما ليو ولينارت. كما أن لدى فيدرر العديد من المساهمات الخيرية.

وعلى صعيد العائلة والأولاد، فقد مازحه خصمه المنتظر نوفاك ديوكوفيتش، حين صرح بأنه سيأخذ بنصيحة فيدرر في كيفية التعامل مع دوره كأب، واللعب في الوقت ذاته في منافسات اتحاد اللاعبين المحترفين للتنس، حيث رزق ديوكوفيتش بطفله الأول الأسبوع الماضي، ويرغب في أن يكون له دور في حياة ابنه، رغم جدول مبارياته المزدحم، في الوقت الذي رزق فيه فيدرر بتوأمين في مناسبتين مختلفتين، ويعرف عنه سفره الكثير بصحبة عائلته خلال بطولات التنس.

وقال ديوكوفيتش "إلى جانب روجر هناك أكثر من لاعب آخر يعيش نفس الموقف. ولذلك سأحاول الحديث إليهم للحصول على بعض النصائح اللازمة التي من الممكن أن تساعدني في موقفي الحالي".
المساهمون