أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الأحد، عن أسر جندي إسرائيلي خلال المعارك التي دارت في حيّ التفاح، شرقي مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم القسام، أبو عبيدة، في خطاب تلفزيوني، إن "القسام أسرت جندياً إسرائيلياً يدعى شاؤول آرون ويحمل رقم 6092065، وذلك في الاشتباك النوعي الذي نفذته القسام وقتلت خلاله 14 جندياً إسرائيلياً".
وأضاف أبو عبيدة، في كلمة ألقاها ليل الأحد، أن المقاومة أسرت الجندي خلال المعارك مع جنود الاحتلال في حي التفاح، متحدياً الاحتلال أن ينفي خبر أسر الجندي. وأكد أن العملية الأخيرة التي نفذها مجاهدو القسام شرق حي التفاح "ستظل كابوساً يلاحق جيش العدو إلى أن يبيد بإذن الله"، وذلك بعدما أقدمت قوة خاصة من كتائب القسام على استدراج قوة صهيونية مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح، شرق غزة.
وبيّن أبو عبيدة أن مجاهدي القسام نجحوا في الاستدراج، ووقعت القوة الإسرائيلية في حقل الألغام المعدّ مسبقاً، وفجّر مجاهدوها حقل الألغام في الآليات الإسرائيلية، ثم تقدمت القوة القسامية نحو ناقلتي جند وفتحت أبوابهما وأجهزت على جميع من فيهما، وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جندياً، قتلهم مجاهدونا من مسافة صفر.
وأضاف: "جاء صدق القسام بعد تردّد العدو في الاعتراف بالعدد الحقيقي لقتلاه في هذه العملية، لكنّ حجم الصدمة الكبير الذي أوقعته هذه العملية أجبرت العدو على الاعتراف ببعض خسائره فيها، لكن الذي لم يعترف به العدو اليوم هو فقده لأحد جنوده في هذه العملية".
وعقب الإعلان القسامي، خرج أهالي قطاع غزة إلى الشوارع مكبّرين ومهلّلين وفرحين، وهاتفين: "تحية للكتائب... عز الدين"، وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء احتفالاً.
واعتبر المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، أن إعلان القسام عن أسر جندي إسرائيلي "انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء".
من جهته، أعلن نائب رئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، أن أسر الجندي الإسرائيلي سيبيّض كل السجون الإسرائيلية رغم أنف الاحتلال.
وجاء إعلان القسام عن أسر الجندي الإسرائيلي، بعد ساعات من اعتراف جيش الاحتلال، الأحد، بسقوط 13 جندياً من عناصره خلال المعارك البرية الضارية التي دارت منذ ساعات الفجر مع المقاومة في غزة، بعدما كان ينفي صحة بيانات المقاومة الفلسطينية في القطاع، التي تحدثت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال.
كما أقرّت المستشفيات الإسرائيلية بنقل أكثر من 60 جندياً إليها خلال يوم الأحد، ومعالجة أكثر من 150 جندياً منذ بدء العدوان البري.
وكانت مصادر صحافية قد أشارت إلى أن الاشتباكات التي وقعت، فجر الأحد، وأسفرت عن إصابة عدد كبير من جنود الاحتلال وإصابة قائد لواء جولاني، غسان عليان، خلال الاشتباك، تؤكد صحة المخاوف التي راودت الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية الإسرائيلية من مخاطر العمليات البرية، ولا سيما في حال الوصول إلى معارك مباشرة واشتباكات وجهاً لوجه، مع بدء عمليات القتال من بيت إلى آخر.