حلت مدينة القدس، بأسوارها وقراها وأشجارها ومساجدها، ضيفة على لوحات مجموعة فنانين من قطاع غزة، حاولوا عكس الواقع بريشتهم، التي أوضحت حالاتهم وتطلعاتهم وآلامهم، التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي على مدار الوقت.
وعرض الفنانون والفنانات أعمالهم، التي شاركت في مسابقة الفن التشكيلي، ضمن معرض "القدس بوصلتنا"، الذي نظمه مركز "رواسي فلسطين للثقافة والفنون"، والتي تناولت مدينة القدس والممارسات الإسرائيلية بحقها، ومعاناة أهلها والظلم الواقع عليهم.
واحتوى مدخل المعرض على جدارية ضخمة بعنوان "القدس إرادة وتحدٍّ"، زاد عرضها عن 50 متراً، وشارك فيها نحو 60 فناناً وفنانة من غزة، حيث عكست الانتفاضة الفلسطينية بمختلف مراحلها، رسم عليها سيدة ومقلاع الانتفاضة، ومجموعة شباب حملوا الشعلة والعلم الفلسطيني، إلى جانب أسوار مدينة القدس العتيقة.
اللوحة الأولى التي ظهرت في المعرض كانت للفنانة الحائزة الجائزة الأولى في المسابقة، آمال العالول، والتي رسمت فيها مجموعة نساء، تحمل إحداهن قبة الصخرة، فوق كومة ركام لجدار الفصل العنصري، خلفها سيدة مصابة تقطر دماً، وهي تحمل قلادة خريطة فلسطين مفتاح العودة، وبين الركام طفلة شهيدة.
وجاور لوحتها أخرى للفائز بالمرتبة الثانية، عصام مخيمر، الذي رسم فتاة يبدو الحزن واضحاً على ملامحها، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية وشاحاً على رأسها، فوقه قبة الصخرة، على هيئة طاقية صفراء.
أما اللوحة الثالثة فكانت للفنان الفائز، محمود المقيد، الذي رسم مدينة القدس بألوان زاهية وأسوارها العتيقة وبيوتها الطينية، وعلى مدخلها المزين بالأقواس وقف مقاوم فلسطيني يحمل بيده سكيناً، وبالأخرى مفتاح العودة، وقد بدأ يعزف بكلتا يديه على المفتاح والسكين.
جنبات المعرض كانت غنية بعشرات اللوحات التي عكست واقع مدينة القدس، التي تتعرض للممارسات العدائية الإسرائيلية، والتي اختصرتها ملامح سيدة تذرف الدمع بحرقة وخوف، إلى جانبها لوحة للقدس رسمت بألوان زاهية، وأخرى على هيئة رجل متشح بالكوفية.
وقالت الفنانة المشاركة، أماني أبو نعمة، لـ"العربي الجديد"، إنها شاركت في لوحة مصنعة من الكرتون والنجارة الناعمة والزلف ورمل البحر، وقد احتوت على صورة بوصلة يتوسطها المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنها تعكس الهدف الفلسطيني المنشود بتحرير الأقصى، بينما توضح زميلتها الفنانة، منال الديب، أنها شاركت بلوحة بعنوان "دموع القدس المنسية"، تحاكي فيها دموع فرحة تحرير مدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي، مبينة أهمية الفن في إيصال رسالة الشعوب إلى العالم الخارجي.
وقال منسق المسابقة والمعرض، سليمان الفرا، إن اللوحات التي شارك بها الفنانون تحدثت عن القدس ونصرة القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الوقت الراهن، وما تتعرض له مدينة القدس من اعتداءات إسرائيلية، بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الدائرة في مختلف المدن الفلسطينية.
وأشار، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن الرسومات عبرت عن الأوضاع، التي يتعرض لها المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، موضحاً أن الفن الفلسطيني سلاح فعال ضد الاحتلال الإسرائيلي.