وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، الدكتور بدر عبد العاطي، في بيان نشر أمس السبت، إن "المؤتمر برعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، كما كان الاجتماع الأول. ويأتي انعقاده بعد أن تمكنت لجنة متابعة اجتماع القاهرة من الاتفاق على مجمل الموضوعات ذات الصلة بالترتيبات الخاصة بالمؤتمر".
وكان الائتلاف الوطني قد قرّر عدم المشاركة في مؤتمر القاهرة 2، بسبب دعوة مصر لشخصيات وليس ممثلي أحزاب، بالإضافة إلى مساواة الائتلاف مع كافة الأطراف المعارضة ورفض دعوة جماعة "الإخوان" في سورية، ما رفضه الائتلاف، باعتباره معترفاً به من 114 دولة كممثل شرعي وحيد ومحاور عن الشعب السوري.
كما انتقد نائب رئيس الائتلاف، هشام مروة، مؤتمر القاهرة، لافتاً إلى أن استبعاد أي مكون من مكونات المعارضة السورية غير مقبول من وجهة نظر الائتلاف، داعياً أطراف المعارضة إلى عدم التنازل عن ثوابت الثورة السورية ورصّ الصفوف من أجل إسقاط نظام الأسد.
اقرأ أيضاً: الائتلاف السوري يقاطع القاهرة بعد جنيف لمنع تعويم الأسد
ويأتي مؤتمر القاهرة في وقت مزدحم بالحراك الدبلوماسي والعسكري الخاص بالأزمة السورية، إذ يتزامن مع انتهاء مشاورات جنيف، التي يجريها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، المزمع أن تنتج تقريراً يقدم لمجلس الأمن، يصدر بالاستناد إليه، قرار خاصاً بسورية، ومؤتمر "الأستانة1" الذي سيعقد منتصف الأسبوع الجاري على الرغم من تمثيله الضيق، في وقت يشهد الوضع الميداني تقهقراً لقوات النظام.
ويوضح معارض مطلع على ترتيبات مؤتمر القاهرة (طلب عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، أنّ "القيادة المصرية تعاني من فوبيا الإخوان"، في ظل خشية معارضين سوريين من رغبة لدى مشاركين بمؤتمر القاهرة خلق "جسم سياسي جديد يتحدّث باسم طيف واسع من السوريين، ما أدّى إلى اعتذار الائتلاف قبل أسابيع شكلاً ومضموناً ليرتاح من الأعباء السياسية، وهو المستند إلى شرعية دولية يثق أنها لن تذهب منه".
ويتابع المعارض "أمّا هيئة التنسيق المقتنعة بمظلومية المعارضة الداخلية، وريثة ضريبة زمن تثبيت الأسد الأب حكمه، إذ إنّ معظم قياداتها اعتقل وغاب عن الحياة العامة لسنوات طويلة، فاعتبرت أنها الأحق بقيادة المرحلة المقبلة. كما أنّ الساعين دائماً للحصول على اعتراف دولي يبعد عنهم تهمة محاباة النظام، ليس أمامهم سوى التشبث بمؤتمر لأنه يقرّ اعترافاً عربياً مهماً".
ويضيف أنّ "هناك سعياً لدى طيف من المشاركين، وعلى رأسهم القيادي السابق في الهيئة هيثم مناع، لتشكيل جسد جديد يتمخض عن المؤتمر ويجمع القوى الديمقراطية من المعارضة".
اقرأ أيضاً: هولاند يدعو إلى مؤتمر جديد حول سورية في جنيف
من جانبه، يقول مصدر مطلع من هيئة التنسيق، لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة ترفض بشكل قاطع تشكيل جسم سياسي جديد ينتج من مؤتمر القاهرة، في حين توافقنا على تشكيل لجنة سياسية ستحدد مهامها في المؤتمر"، مبيناً أنّ "الهيئة تبحث عدة سيناريوهات في حال حاول جزء من المؤتمرين تشكيل جسم سياسي. يكمن الخيار الأول في التهديد بالانسحاب أو الانسحاب فعلاً، ما يسحب الثقل من المشروع. أمّا الخيار الثاني، وهو المعتمد حتى الآن، فيكمن في حجز عدد كبير من المقاعد يصل إلى نحو 50 مقعداً من أصل مقاعد المؤتمر، التي قد تصل إلى 200 مقعد، واعتماد إقرار المخرجات بالتصويت، فتملك حينها الهيئة كتلة تصويت مرجحة".
في المقابل، يقول أحد أعضاء لجنة التحضير للمؤتمر، لـ"العربي الجديد"، (طلب عدم ذكر اسمه)، إنّ "معظم المؤتمرين متفقون على الخروج بجسم سياسي وازن لا يمثل المشاركين فحسب، بل معارضين سوريين لن يستطيعوا المشاركة. وبكل الأحوال، إنّ المؤتمر هو سيد نفسه ولن يقف عند أي شخص أو طرف مقتنع بأنه ممثل المعارضة أو الشعب السوري".
ويشير عضو اللجنة إلى أنّ "جزءاً أساسياً من الهيئة متفق على الخروج بتمثيل يعبّر عن السوريين الديمقراطيين، وليس هناك خوف على المؤتمر من أي انسحاب، لأنهم سيكونون الطرف الأضعف".
وتحدث مصدر معارض في دمشق، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "موقف الجربا وكتلته، يمتاز بالحذر من تشكيل جسم جديد في القاهرة. فعيونهم على مؤتمر الرياض السوري، الذي كان يهدف إلى تشكيل "هيئة تفاوضية" مستعدة لمفاوضة النظام في حال عقد جنيف 3". ويتابع، "أما اليوم، فالحديث عن تشكيل طرف سوري جديد، عبارة عن توليفة سياسية عسكرية، مهمتها الاستعداد لتصبح حكومة سورية تمتلك جيشاً وطنياً مجهزاً ومدرباً، قادراً على تضييق الخناق على النظام السوري حتى إرضاخه لتسوية ما، لكن هذا الخيار لن يرى النور إلّا عقب نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما".
ويوضح أنه "على الرغم ممّا تشهده الساحة السورية من نشاط دبلوماسي من مشاورات جنيف إلى القاهرة وكازاخستان، لا يملك أي منها أي أفق لحل الأزمة السورية في المدى المنظور، وحتى منظمو تلك المؤتمرات لا يملكون إجابة واضحة، سوى حديث متكرر عن توحيد رؤية المعارضة، والتوجه إلى الدول الغربية للحديث عن خطر الإرهاب ومخاطر انتشار عدم الاستقرار في المنطقة".
وفي ظل هذه التطورات، يجتمع في العاصمة الكازاخستانية الأستانة، عدد محدود من شخصيات وقوى سورية، ليتحدثوا عن مواضيع إنسانية كسبل إدخال المساعدات الإنسانية والمناطق المحاصرة على مدى يومين في منتصف الأسبوع المقبل، ومن أبرز الحاضرين فيه نائب رئيس تيار بناء الدولة السورية سابقاً أنس جودة، الذي شكّل مؤخّراً مع عدد من مستقيلي التيار "حركة البناء الوطني"، وقياديَّا جبهة العمل الوطني، محمود مرعي وميس كريدي، والقياديان الكرديان، أمينة أوسو وخالد عيسى، والمفكر السوري الطيب التيزيني، وعدد من الشخصيات العامة.
اقرأ أيضاً: كازاخستان توجه دعوات لحضور مؤتمر حول سورية