قبل أسبوعين من "الفصح اليهودي" والمسمى "البيسح"، حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة القدس القديمة ومحيطها ومحاور الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، إلى ما يشبه ثكنة عسكرية وسط تجمعات من المستوطنين.
ولا ينفك المستوطنون يتقاطرون إلى البلدة القديمة عبر شارع الواد وصولا عند بوابات الأقصى خاصة في منطقة "رباط الكرد"، التي يطلق عليها المستوطنون "حائط البراق" الصغير، ويطمحون إلى بسط سيطرتهم عليه وتهويده بالكامل كما فعلوا بحائط البراق وساحاته، والتي تحولت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى أكبر ورشة للبناء على ظاهر الأرض، وإلى شبكة معقدة من الحفريات يقول مسؤولو الأوقاف وحراس المسجد الأقصى عنها إن "مدينة كاملة باتت تحت الأرض يسيطر عليها الاحتلال وجمعياته الاستيطانية المتطرفة".
المشهد في ساحة باب العامود في بلدة القدس القديمة مشحون، حيث استشهدت الأسبوع المنصرم، والدة الشهيد مصطفى نمر، وتلاها بعد يومين شهيد آخر من نابلس كان طعن مستوطنين وأصاب مجندة قبل أن يعدم رميا بالرصاص، وهو ما يختصر حكاية عيد لم يأت بعد، لكن استعدادات الاحتلال له تفوق أي استعداد وسط حالة من التأهب القصوى، كما يقول ناصر قوس من سكان الحي الأفريقي المتاخم للأقصى في البلدة القديمة، وأحد قياديي حركة فتح.
تحدث قوس، لـ"العربي الجديد"، عما سمّاه الحملة المسعورة من قبل الاحتلال عشية "عيد الفصح"، لاعتقال شبان وناشطين وترويع مواطنين مقدسيين داخل منازلهم، كما حدث يوم الثلاثاء، في حي الجالية الأفريقية، حيث اعتقل أحد الشبان وروّعت عائلته، ثم تواصلت الاعتقالات والاستدعاءات للناشطين، وبينهم حراس في الأقصى وموظفون تابعون لدائرة الأوقاف الإسلامية التي تشرف عليها وزارة الشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.
في هذا السياق، يشير قوس إلى اعتقال الاحتلال خمسة شبان مقدسيين تقرر إبعادهم عن الأقصى لفترات متفاوتة بين 30 يوما و6 أشهر، ومن بين المبعدين اثنان من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية.
بينما توقع قوس أن تزداد وتيرة هذه الحملة من الاعتقالات والاستدعاء والإبعاد عن الأقصى كلما اقترب موعد عيد الفصح اليهودي في العاشر من الشهر الجاري، لتأمين الحماية والأمن لمسيرات كبيرة دعا إليها مستوطنون متطرفون على مدى الأيام القليلة الماضية، وجددوا هذه الدعوات الليلة، وضمنوها محفزات لإقامة بعض طقوسهم داخل ساحات الأقصى مثل إعلان عقود القران وتبريك أبناء المستوطنين.
وكان قرار الإبعاد عن الأقصى لمدة شهر طاول اليوم، أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، حيث أكد لـ"العربي الجديد" استدعاءه للتحقيق في مركز شرطة القشلة بالبلدة القديمة، وسُلم هناك أمرا بإبعاده عن الأقصى.
ووصف أبو عصب ما جرى معه، ومع عدد آخر من النشطاء بأنه جزء من حملة ترويع وترهيب تسبق احتفالاتهم بعيد الفصح، وقال: "تم في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية، اعتقال ستة من النشطاء"، متوقعا المزيد من هذه الاعتقالات.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت، أمس، أحد المرابطين من سكان البلدة القديمة، ويدعى حمدي عزمي رصاص، بعد مداهمة منزله في شارع الواد قرب الأقصى، وجرى استجوابه حول أسباب رباطه اليومي في الأقصى خاصة في ساعات الفجر.
ويقول رصاص لـ"العربي الجديد": "مكثت في التحقيق أكثر من ست ساعات، وبعد ذلك أطلقوا سراحي بلا شروط".
تحذيرات من المستوطنين
لم تخف عدة هيئات دينية إسلامية مخاوفها مما تحمله الأيام القليلة القادمة، وعبرت عن قلقها وخشيتها من أن يصعد المستوطنون والاحتلال نوعيا من اقتحاماتهم للأقصى والتعرض للمصلين.
وحذر بيان أصدرته تلك الهيئات، أمس، وهي: (الهيئة الإسلامية العليا، دائرة الإفتاء ومجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية ودائرة أوقاف القدس) من دعوات ما تسمى بـ"منظمات الهيكل"، الخاصة لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، خلال الأعياد اليهودية القادمة، داعية المواطنين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى التصدي للاقتحامات المنوي القيام بها برباطهم في الأقصى.
وانتقد البيان شرطة الاحتلال التي باتت تشكل غطاء لتعديات المستوطنين، وجاء فيه: "في الوقت الذي تدّعي فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها تريد التهدئة في القدس، والـمسجد الأقصى، تسمح للـمنظمات الـمتطرفة الإرهابية بالتحريض، ودعوة جمهور الـمتطرفين لاقتحامات واسعة للمسجد، تحت ما يسمى "عيد الفصح"، حيث أظهرت إعلاناتهم التحريضية عبر الـمواقع الإعلامية الـمختلفة، أنها تبدأ من العاشر من الشهر الجاري، حتى الثامن عشر منه".
وأشارت الهيئات إلى دعوات هذه الجماعات المتطرفة للقيام يوم غد الخميس، بتقديم القرابين في منطقة القصور الأموية، واصطحاب الأطفال، وإقامة حفل البلوغ، ودعوات لشرب الخمر في ساحات الأقصى.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إن "ما تطلقه هذه المجموعات المتطرفة يحمل كثيرا من التحريض، وهو دعوة لممارسة العنف، علما أن أهل القدس والداخل سيدافعون عن مسجدهم من أي تعد على حرمته، وستقف الأوقاف بمسؤوليها كافة في وجه هؤلاء حتى تمنعهم من تحقيق مآربهم".
انتشار عسكري مكثف
على الأرض، تعكس صورة الانتشار المكثف لقوات الاحتلال في البلدة القديمة من القدس ومحيطها مشهدا يحمل كثيرا من الاستفزاز والغضب لدى المقدسيين، خاصة مع قيام جنود الاحتلال ومجنداته بإيقاف الشبان والفتيات وإخضاعهم لتفتيش مهين، وبشكل خاص عند مدخل باب العامود، إحدى البوابات الرئيسية للبلدة القديمة من القدس، حيث يحتجز الجنود شبانا يافعين ويرغمونهم على الوقوف ووجوههم إلى الحائط، ثم يفتشونهم.
في حين تتولى مجندات إيقاف فتيات يشتبهنَ بهن، ومطالبتهن بإبراز بطاقاتهن الشخصية، وتفتيش حقائب اليد التي بحوزتهن، كما حدث مع الشابة نسمة أبو عيد، التي احتجزتها مجندة لنحو نصف ساعة بعد تفتيشها والتدقيق في بطاقتها الشخصية.
ولا ينفك المستوطنون يتقاطرون إلى البلدة القديمة عبر شارع الواد وصولا عند بوابات الأقصى خاصة في منطقة "رباط الكرد"، التي يطلق عليها المستوطنون "حائط البراق" الصغير، ويطمحون إلى بسط سيطرتهم عليه وتهويده بالكامل كما فعلوا بحائط البراق وساحاته، والتي تحولت على مدى السنوات القليلة الماضية إلى أكبر ورشة للبناء على ظاهر الأرض، وإلى شبكة معقدة من الحفريات يقول مسؤولو الأوقاف وحراس المسجد الأقصى عنها إن "مدينة كاملة باتت تحت الأرض يسيطر عليها الاحتلال وجمعياته الاستيطانية المتطرفة".
المشهد في ساحة باب العامود في بلدة القدس القديمة مشحون، حيث استشهدت الأسبوع المنصرم، والدة الشهيد مصطفى نمر، وتلاها بعد يومين شهيد آخر من نابلس كان طعن مستوطنين وأصاب مجندة قبل أن يعدم رميا بالرصاص، وهو ما يختصر حكاية عيد لم يأت بعد، لكن استعدادات الاحتلال له تفوق أي استعداد وسط حالة من التأهب القصوى، كما يقول ناصر قوس من سكان الحي الأفريقي المتاخم للأقصى في البلدة القديمة، وأحد قياديي حركة فتح.
تحدث قوس، لـ"العربي الجديد"، عما سمّاه الحملة المسعورة من قبل الاحتلال عشية "عيد الفصح"، لاعتقال شبان وناشطين وترويع مواطنين مقدسيين داخل منازلهم، كما حدث يوم الثلاثاء، في حي الجالية الأفريقية، حيث اعتقل أحد الشبان وروّعت عائلته، ثم تواصلت الاعتقالات والاستدعاءات للناشطين، وبينهم حراس في الأقصى وموظفون تابعون لدائرة الأوقاف الإسلامية التي تشرف عليها وزارة الشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.
في هذا السياق، يشير قوس إلى اعتقال الاحتلال خمسة شبان مقدسيين تقرر إبعادهم عن الأقصى لفترات متفاوتة بين 30 يوما و6 أشهر، ومن بين المبعدين اثنان من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية.
بينما توقع قوس أن تزداد وتيرة هذه الحملة من الاعتقالات والاستدعاء والإبعاد عن الأقصى كلما اقترب موعد عيد الفصح اليهودي في العاشر من الشهر الجاري، لتأمين الحماية والأمن لمسيرات كبيرة دعا إليها مستوطنون متطرفون على مدى الأيام القليلة الماضية، وجددوا هذه الدعوات الليلة، وضمنوها محفزات لإقامة بعض طقوسهم داخل ساحات الأقصى مثل إعلان عقود القران وتبريك أبناء المستوطنين.
وكان قرار الإبعاد عن الأقصى لمدة شهر طاول اليوم، أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، حيث أكد لـ"العربي الجديد" استدعاءه للتحقيق في مركز شرطة القشلة بالبلدة القديمة، وسُلم هناك أمرا بإبعاده عن الأقصى.
ووصف أبو عصب ما جرى معه، ومع عدد آخر من النشطاء بأنه جزء من حملة ترويع وترهيب تسبق احتفالاتهم بعيد الفصح، وقال: "تم في غضون الساعات الأربع والعشرين الماضية، اعتقال ستة من النشطاء"، متوقعا المزيد من هذه الاعتقالات.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت، أمس، أحد المرابطين من سكان البلدة القديمة، ويدعى حمدي عزمي رصاص، بعد مداهمة منزله في شارع الواد قرب الأقصى، وجرى استجوابه حول أسباب رباطه اليومي في الأقصى خاصة في ساعات الفجر.
ويقول رصاص لـ"العربي الجديد": "مكثت في التحقيق أكثر من ست ساعات، وبعد ذلك أطلقوا سراحي بلا شروط".
تحذيرات من المستوطنين
لم تخف عدة هيئات دينية إسلامية مخاوفها مما تحمله الأيام القليلة القادمة، وعبرت عن قلقها وخشيتها من أن يصعد المستوطنون والاحتلال نوعيا من اقتحاماتهم للأقصى والتعرض للمصلين.
وحذر بيان أصدرته تلك الهيئات، أمس، وهي: (الهيئة الإسلامية العليا، دائرة الإفتاء ومجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية ودائرة أوقاف القدس) من دعوات ما تسمى بـ"منظمات الهيكل"، الخاصة لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، خلال الأعياد اليهودية القادمة، داعية المواطنين من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى التصدي للاقتحامات المنوي القيام بها برباطهم في الأقصى.
وانتقد البيان شرطة الاحتلال التي باتت تشكل غطاء لتعديات المستوطنين، وجاء فيه: "في الوقت الذي تدّعي فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها تريد التهدئة في القدس، والـمسجد الأقصى، تسمح للـمنظمات الـمتطرفة الإرهابية بالتحريض، ودعوة جمهور الـمتطرفين لاقتحامات واسعة للمسجد، تحت ما يسمى "عيد الفصح"، حيث أظهرت إعلاناتهم التحريضية عبر الـمواقع الإعلامية الـمختلفة، أنها تبدأ من العاشر من الشهر الجاري، حتى الثامن عشر منه".
وأشارت الهيئات إلى دعوات هذه الجماعات المتطرفة للقيام يوم غد الخميس، بتقديم القرابين في منطقة القصور الأموية، واصطحاب الأطفال، وإقامة حفل البلوغ، ودعوات لشرب الخمر في ساحات الأقصى.
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إن "ما تطلقه هذه المجموعات المتطرفة يحمل كثيرا من التحريض، وهو دعوة لممارسة العنف، علما أن أهل القدس والداخل سيدافعون عن مسجدهم من أي تعد على حرمته، وستقف الأوقاف بمسؤوليها كافة في وجه هؤلاء حتى تمنعهم من تحقيق مآربهم".
انتشار عسكري مكثف
على الأرض، تعكس صورة الانتشار المكثف لقوات الاحتلال في البلدة القديمة من القدس ومحيطها مشهدا يحمل كثيرا من الاستفزاز والغضب لدى المقدسيين، خاصة مع قيام جنود الاحتلال ومجنداته بإيقاف الشبان والفتيات وإخضاعهم لتفتيش مهين، وبشكل خاص عند مدخل باب العامود، إحدى البوابات الرئيسية للبلدة القديمة من القدس، حيث يحتجز الجنود شبانا يافعين ويرغمونهم على الوقوف ووجوههم إلى الحائط، ثم يفتشونهم.
في حين تتولى مجندات إيقاف فتيات يشتبهنَ بهن، ومطالبتهن بإبراز بطاقاتهن الشخصية، وتفتيش حقائب اليد التي بحوزتهن، كما حدث مع الشابة نسمة أبو عيد، التي احتجزتها مجندة لنحو نصف ساعة بعد تفتيشها والتدقيق في بطاقتها الشخصية.