"العدل والإحسان": اليسار والعنف سبب الانسحاب من "20 فبراير"

05 يوليو 2014
قياديون في الجماعة شرحوا في لقاء مفتوح موقفهم السياسي
+ الخط -

كثرت التحليلات حول الأسباب الحقيقية لانسحاب جماعة "العدل والإحسان"، أحد أقوى التنظيمات الإسلامية المعارضة في المغرب، من حركة "20 فبراير"، ليكشف قياديون في الجماعة، أخيراً، عن حقيقة الدوافع التي أدت إلى الانسحاب.

وكانت "الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة" قد فاجأت المتتبعين للشأن السياسي في المغرب، في ديسمبر/كانون أول عام 2011، بقرار وقف مشاركتها في الحركات الاحتجاجية السلمية التي تقودها "20 فبراير".

وكشف قياديون في "العدل والإحسان"، في لقاء مفتوح، أمس الجمعة، أن محاولة التيارات اليسارية المشاركة في "20 فبراير"، فرْض شروطها وشعاراتها على المسيرات الاحتجاجية، ورغبتها في الهيمنة على الحركة ومساراتها، عوامل دفعت لاتخاذ الجماعة القرار بالانسحاب من احتجاجات "20 فبراير" في الشارع.

وقال رئيس الدائرة السياسية في جماعة "العدل والإحسان"، عبد الواحد المتوكل، إن "الجماعة تعرضت لاستفزاز من تيارات يسارية كانت تصرّح بأن جميع الشعارات المرفوعة خلال هذا الحراك كانت شعارات يسارية". وأوضح أن "الجماعة صبرت وتنازلت رغم ذلك من أجل عدم تفويت فرصة تاريخية للتغيير".

من جهته، أورد نائب الأمين العام للجماعة والمتحدث الرسمي باسمها، فتح الله أرسلان، سبباً حاسماً آخر دفع جماعته إلى الخروج من "20 فبراير"، متمثلاً في الخشية من الوقوع في "العنف والاصطدام مع النظام". وأشار إلى أن "الاستمرار في احتجاجات الحركة كان يعني المواجهة".

العامل الثالث الذي دفع الجماعة إلى الانسحاب، وفق تصريحات قيادييها، يتمثل في استنفاد حركة "20 فبراير"لعوامل استمرارية احتجاجاتها في الشارع المغربي، إذ أكد أرسلان، أن "الجماعة تأكدت بأن الحركة لن تحقق كل شيء، وخرجنا بعد اقتناعنا أنها حققت كل ما بوسعها أن تحققه".

وانتقد أرسلان، ما سمّاها حملة لتشويه صورة "العدل والإحسان". وقال إن البعض يصرّ على أن يقدمنا للعالم كأننا تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أو حركة "طالبان".
وتحدث عن "رغبة هؤلاء هي القضاء على توهج الجماعة "قبل أن يضيف" غير أنها تزداد حضوراً في مختلف التظاهرات التي يخوضها الشعب المغربي".

وتطرق إلى علاقة جماعته بحزب "العدالة والتنمية" ذي المرجعية الإسلامية، والذي يترأس الحكومة الحالية. وأكد أن الجماعة لم تدعم هذا الحزب في انتخابات 2011، لكونها لا تؤمن بشروط اللعبة السياسة الراهنة، وليست مستعدة للانخراط في عملية وصفتها بالعبثية من بدايتها إلى نهايتها" وفق تعبيره.

هذا الموقف ردّ عليه مصدر مقرب من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قائلاً لـ"العربي الجديد" إن "العدل والإحسان" تلجأ دائماً إلى الحل السهل، متمثلاً في الانتقاد الدائم للعملية السياسية والفاعلين فيها.
 وأشار إلى وجود دعوات سابقة من بنكيران للجماعة من أجل العمل من داخل النظام، وليس من خارجه لإصلاح الأوضاع.

وعلى الرغم من ذلك، تركت جماعة "العدل والإحسان" الباب موارباً للمشاركة في أي حراك في المستقبل بحسب ما تقتضيه الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلاد.
ودعت إلى تدشين "حوار جدي" مع مختلف القوى لحل مشاكل المغرب، قبل أن تؤكد أن "مسألة تأسيس حزب ممكنة، شرط أن يترك لها الحرية كاملة من دون إملاءات أو شروط".   
المساهمون