"السرقة اللذيذة": السجن في رسائل مهرّبة

02 نوفمبر 2017
(عبد الحميد الجلاصي)
+ الخط -
يعقد فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في تونس عند الثالثة من بعد ظهر غدٍ الجمعة ندوة حول كتاب "السرقة اللذيذة: قراءات مهرّبة حول التجربة السجنيّة للإسلاميين 1991 ــ 2002" لـ عبد الحميد الجلاصي، بمشاركة كلّ من الروائي شكري المبخوت والباحث المنصف وناس.

المؤلَّف الصادر حديثاً عن دار "سوتيميديا"، هو الجزء الثالث من سلسلة "حصاد الغياب" الذي قرأ الكاتب فيها واقع السجون في عهد زين العابدين بن علي، وكان قد صدر له "اليد الصغيرة لا تكذب" و"الشهداء يكتبون الدستور".

تعكس الكتب الثلاثة رؤية كاتبها بأن على الضحايا أن يقدّموا شهاداتهم كنوع من الاستشفاء، كما ورد في إحدى مقابلاته التي أكّد فيها أن "الكتابة تأتي في إطار أنسنة السياسي فهو كائن له مشاعره، ومن أجل كسر صورة نمطية حوله وكذلك حول الكتابات السجنية التقليدية المعهودة".

يتناول المتحدّثون الرسائل السبع التي تضمّنها الكتاب، وقد نجح الجلاصي في تهريبها من المعتقل وهي تتجاوز البعد الشخصي المباشر حيث اتخذت من السجن موضوعاً أساسياً لوصف تجربة الإسلاميين، من "حركة النهضة" خاصةً، في السجن وتطويرهم تقنيات لمقاومة قمع النظام لهم.

يتحدّث الكاتب في رسائله عن وجود "شخصيّة نهضويّة" كجماعة متمايزة عن محيطها (مساجين الحقّ العام)، حيث يشير إلى أنه في وقت غابت فيه الحركة عن البلاد تماماً، بقيت السجون فضاء يذكّر بوجودها، وبهويّتها، وبرموزها.

تفصّل الرسائل مواضيع عديدة مثل الجلسات التي نظّمتها إدارة السجون ضمن برنامج التأهيل بهدف تغيير قناعة المعتقلين السياسيين، وكيف كان يجري التعامل معها، وكذلك ممارساتهم الثقافية التي سبّبت صراعاً دائماً بينهم وبين الإدارات المتعاقبة، وعن الواقعية في التعاطي معه من دون الركون إلى تفسيرات حالمة حوله.

يروي الجلاصي كيف نجح "النهضويّون" في السجن في إنشاء شبكة تواصل تجسّر شتاتهم الموزّع بين الغرف والسجون، وكيف استفادوا منه في الدعوة إلى الإضرابات الجماعية عن الطعام، وكذلك في قدرتهم على استمالة بعض "مساجين الحقّ العام" المتعاطفين معهم وتكليفهم بمهمّات نقل الرسائل، سواء بين الزنزانات أو من السجن إلى خارجه قبل أن تتحوّل بعد عقد ونصف إلى كتاب بعنوان "السرقة اللذيذة".

المساهمون