انتشرت أمراض الحمى، وفي مقدمتها حمى التيفية (التيفوئيد) بشكل واسع، في عدة مناطق بجنوب العاصمة السورية دمشق، والمحاصرة منذ أكثر من عامين، في ظل تلوّث المياه والنقص الشديد في الأدوية.
وقال الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، رائد الدمشقي لـ"العربي الجديد"، إن "الأسابيع الأخيرة شهدت انتشار الحمى التيفية، بسبب عدم توفر مياه صالحة للشرب، خاصة بعد منع تنظيم داعش مرور المياه من جهة القدم ومخيم اليرموك إلى مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم والتضامن"، لافتاً إلى أن "النظام كان قد قطع المياه عن كامل أحياء جنوب دمشق منذ أكثر من عام".
وأضاف أن "الأهالي منذ أن قطع النظام المياه عنهم يعتمدون على بعض الآبار المحفورة قبل الثورة، إضافة إلى بعض الآبار التي حفرت يدوياً خلال الحصار، إلا أن القصف بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران، تسبّب في تدمير البنية التحتية، خاصة شبكة الصرف الصحي، ما يتسبب في تلوث مياه الشرب".
من جهتها أصدرت الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق، بياناً تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، بخصوص "الانتشار المخيف للحمى وفي مقدمتها الحمى التيفية".
وقالت الهيئة في بيانها "إننا في الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق، نعلن أننا قمنا خلال شهر تموز/ يوليو من عام 2015 بتوثيق مئات الحالات من الحمى (ارتفاع حرارة)، حيث استقبلنا في مراكز الهيئة 5844 حالة حمى (وصلت درجة الحرارة في بعض الحالات إلى 41.3 درجة مئوية).
وأوضح البيان أنه تم قبول 7.4 في المائة من الحالات في المشفى، بسبب شدة الأعراض أو الدخول في اختلاطات.
هذا وقد تم تأكيد تشخيص 938 حالة منها حمى تيفية، إضافة إلى 89 حالة حمى مالطية".
وأشارت الهيئة إلى أن "الحالات في ازدياد تصاعدي مخيف، وأن الأعداد في شهر يوليو/ تموز ازدادت بشكل ملحوظ ومقلق عن شهر يونيو/ حزيران"، مبينة أن "الحصار الجائر المفروض على المنطقة من النظام، هو سبب رئيس في تفاقم المعاناة، إذ يمنع الأخير إدخال الأدوية والمستهلكات الطبية، كما قام منذ أكثر من سنة بقطع شبكات المياه الصالحة للشرب عن كامل المنطقة الجنوبية، مما أدى إلى استخدام السكان مياه شرب أغلبها غير صالح للاستخدام".
اقرأ أيضاً: عودة الأمراض "المنقرضة" إلى سورية
وقال البيان "إننا نقرع ناقوس الخطر في وجه المنظمات الإنسانية والعالمية، في ظل تهديد وشيك بنفاد الأدوية والمستهلكات الطبية من جنوب دمشق، وفي مقدمتها المسكنات وخافضات الحرارة والصادات الحيوية الضرورية لعلاج هذه الحالات".
ودعا إلى "التدخل العاجل والسريع لتقديم الدعم الطبي اللازم للوقوف في وجه هذه الجائحة، والضغط على النظام للسماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية والمواد المخبرية، لإنقاذ أطفال ونساء جنوب دمشق قبل فوات الأوان".
اقرأ أيضاً: الليشمانيا يتفشى تحت مظلة الفقر والإهمال في سورية
والحمى التيفية (التيفوئيد) هي مرض معدٍ للسبيل المعوي ومجرى الدم، تسببه جرثومة السلمونيلة التيفية أو جرثومة السلمونيلة النظيرة التيفية.
وتتميز الحمى التيفية بظهور مفاجئ لحمى مستدامة وصداع شديد وغثيان وفقدان للشهية وإمساك أو إسهال في بعض الأحيان.
والمياه الملوثة هي أحد سُبل سراية المرض؛ فالمياه النظيفة والنظافة والرعاية الصحية الجيدة تقي من انتشاره.
وهناك لقاح متوفر، على الرغم من أنه لا يوصى به عادة إلا لمن سيكون لديهم تعرض لفترة طويلة إلى غذاء أو مياه يُحتمل تلوثه في المناطق شديدة الخطر. واللقاح لا يوفر حماية كاملة من العدوى.
وتشهد دمشق موجة حر شديدة، حيث ترتفع درجات الحرارة فوق معدلاتها بنحو ست درجات، في حين يشدد النظام حصاره على عدة مناطق سكنية في دمشق وريفها، ما يزيد من سوء الأوضاع الإنسانية للأهالي، ويشكل خطراً على حياتهم.
اقرأ أيضاً: الحصبة تهدد حياة السوريين مع أنفلونزا الخنازير