يتنقّل الفيلم الوثائقي "أنا مع العروسة"، لمخرجه الفلسطيني السوري خالد سليمان الناصري، بين المهرجانات منذ مطلع العام، ولا يكاد يخرج من مهرجان خالياً من جائزة.
فمنذ بداية العام، حاز ثلاث جوائز، هي جائزة "مجمع نوادي السينما الإيطالية" (فيديك)، و"النقاد الاجتماعية"، وحقوق الإنسان في "مهرجان البندقية السينمائي الدولي". وقبل قليل، أعلن "مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية" (الدورة 11) فوزه بـ "جائزة الجزيرة الذهبية" عن فئة أفضل وثائقي طويل.
في فئة الأفلام المتوسّطة، حازت المخرجة الهندية، فريدة باتشا، الجائزة نفسها عن عملها "اسمي ملح"، بينما كانت جائزة الفيلم القصير للمخرج الفلسطيني سامي شحادة، عن فيلمه "الفراق".
ذهبت جائزة لجنة التحكيم، التي تتوزّع على الفئات الثلاث نفسها، إلى كل من المخرج الإسباني هيرنان رودريغو زين عن فيلمه "وُلد في غزة" (طويل)، والمخرج الدنماركي سيمون ليرينغ ويلمونت عن "مصارع السومو الصغير" (متوسّط)، والمخرج الهندي هاردك ميهتا، عن "مشهور في أحمد أباد" (قصير).
أمّا جائزة الحريات العامة وحقوق الإنسان، فحصدها لوكاس أوغستين في الفيلم الطويل عن عمله "لا تسامح"، بينما كانت جائزة فئة الفيلم المتوسّط للمخرجة اليابانية ماريكو كاناموتو عن "الكراهية والمغفرة"، وحاز "أصوات الخوف"، لمخرجته الإسبانية إيزابيل فيرنانديز سانشيز، جائزة الفيلم القصير.
يتضمّن المهرجان حقلين أيضاً، هما: الطفل والأسرة، وقناة الجزيرة الوثائقية التي حازت جوائزها ثلاثة أفلام من فلسطين، هي "المطلوبات الـ 18" لـ عامر الشوملي وبول كوان (كندا) و"روشميا" لـ سليم أبو جبل، و"إليك أمي" لـ ياسر جاد الله وأحمد وصفي.
يبدو أنه كان للموضوعات الفلسطينية الحصّة الأكبر من الجوائز، بعكس التوقّعات التي كانت ترمي إلى أن إسبانيا والصين قد تحصدان أكثر جوائز المهرجان، وذلك بسبب مشاركتهما الكبيرة فيه؛ الأمر الذي أثار تساؤلاتٍ عن سبب حضورهما الكبير، مقابل حضور صغير للعديد من البلدان العربية، مثل العراق (فيلم واحد) ومصر (3 أفلام) وسورية (فيلم واحد)، علماً أن البلدان الثلاثة أنتجت في الأعوام الأخيرة كثيراً من الأفلام، سواءً الوثائقية، أو الروائية.
من جهةٍ أخرى، هل استطاع الجمهور أن يُشاهد عدداً كافياً من الأفلام المشاركة؟ طبعاً، لا يمكن لأحد أن يستطيع مشاهدة 148 فيلماً في ثلاثة أيام. لكن، بالمقابل، كانت الأفلام تُعرض بالتوازي كل مجموعة في قاعة، ما لم يمكّن الحضور من متابعة الأعمال المعروضة كما يريد، لأنّ تضارباً سيحصل.
إلى جانب ذلك، ومن الملاحظات التي تداولها الحاضرون أيضاً، أن الصالات التي خُصّصت لعرض الأفلام لم تكن مؤهّلةً لذلك؛ فهي، فعليّاً، قاعات اجتماعات أو حفلات. الكراسي كلّها بسوية واحدة، ما حال دون قدرة من يجلس بعد الصف الرابع بأن يقرأ الترجمة، حتى أنّ كثيراً من الحاضرين، خصوصاً الأجانب، غادروا القاعات لعدم فهمهم لغة الأفلام.
من جهة أخرى، بدا الأمر وكأنّ المتفرّج يشاهد فيلماً، ويسمع حوارَين لفيلمين مختلفين؛ فالتصاق القاعات ببعضها بعضاً، وعدم عزلها صوتيّاً، أدّى إلى انتقال الصوت من واحدة إلى أخرى.
اقرأ أيضاً: "الجزيرة للأفلام التسجيلية": على مرمى حجر من الواقع