وأكد بيان أصدرته الحركة، وهي حزب منشق عن "إخوان" الجزائر، في معرض تعليقها على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المرتبقة إلى الجزائر، أن هذه الزيارة "تأتي في ظل صعوبات يعانيها الاقتصاد الوطني جراء تدهور أسعار النفط، ما انعكس سلباً على معيشة المواطن بسبب قرارات المملكة وولي عهدها بتعويم السوق وخفض الأسعار، ولعله يرقى أحياناً لكي يشكل إعلان حرب حقيقية ضد العديد من الدول، من بينها الجزائر".
وأشار البيان إلى "اختلاف كبير لدى الجزائر في جملة من القضايا والمواقف، خاصة في ما يتعلق بقيادة المملكة لعاصفة الحزم، وما جلبته من ويلات للشعب اليمني الشقيق زهقاً للأنفس وتدميراً للقدرات والبنى التحتية، وتجاوزات تكاد تصل لجرائم حرب ضد الإنسانية، وحصار دولة قطر الذي رفضته الجزائر ودعت إلى تجاوزه عن طريق الحوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وخرق السيادات الوطنية، والتدخل السافر للمملكة في سورية، أما السعي للتخلي عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فيناقض سياسة القضية المركزية التي تتبناها الدولة الجزائرية"، كما انتقد البيان "دعم السعودية اللامشروط للمغرب في قضية الشعب الصحراوي بما يخالف سياسة الجزائر".
وانتقدت "حركة البناء"، التي تأسست عقب انشقاق كتلة من الكوادر، في العام 2008، عن حركة "مجتمع السلم"، الحزب الأم لـ"إخوان" الجزائر، قيادة المملكة لـ"حملة معلنة لوصف حركات مقاومة بأنها حركات إرهابية، الأمر الذي ترفضه الجزائر، لأنه ذلك يقع في إطار دفاع مشروع عن حقوق تكفلها شرائع الأمم المتحدة في دحر الاحتلال".
وأكد البيان أن "محاولات المملكة المتكررة مع محورها للثورة المضادة في استباحة حالة الاستقرار في تونس، تزعج الجزائر، لأنها ترى أن أمن واستقرار تونس هو من أمن واستقرار الجزائر، وإشاعة الفوضى في ليبيا وتسليح فريق ضد فريق من طرف المملكة ومحورها، الأمر الذي عمق الخطر القائم على حدود الجزائر الشرقية والتأثير السلبي المباشر على أمن واستقرار وطننا ورعاية المملكة لتيار عقدي بتوجيهه للتحالف مع حفتر، أحدث فتنة في ليبيا من قتل وسفك للدماء وله امتداداته في الجزائر". كذلك وصف الرياض "لحركات إسلامية (كالإخوان المسلمين) بالإرهاب، على الرغم من أن الجزائر تعتبره جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني الذي كان له الدور المشرف في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها".
وأشار البيان إلى أن "قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، التي أصبحت قضية رأي عالمي، يشار فيها بالاتهام لولي العهد السعودي (بانتظار القضاء) تشوه بالضرورة صورة مستقبليه من أي دولة كانت، وتحمل الجزائر أعباء تشويه صورتها خارجياً وهي في غنى عنها".
وأكد بيان "حركة البناء الوطني" أنّ هذه الملفات "وغيرها من التباين الصارخ أحياناً في وجهات النظر، والتي تصل إلى مستوى التهديد المباشر والانعكاس السلبي على الأمن الداخلي للجزائر، تفرض على الخارجية الجزائرية التأني في أخذ خطوات في ترتيب زيارة كهذه من شأنها آن تحدث شرخاً في القرار السياسي".