"الباحثون عن الارتقاء"... فلسطينيون يسعون إلى بيئة نظيفة في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
08 أكتوبر 2019
381D1732-6CE1-4068-A937-97539B7161F6
+ الخط -
تشارك المتطوعة الفلسطينية هيا الزنط وزميلتها نداء الشرفا، بجمع أوراق الأشجار الجافة من داخل إحدى الحدائق العامة في مدينة غزة، ضمن فريق "الباحثون عن الارتقاء"، سعياً إلى نشر ثقافة النظافة، والتمتع ببيئة سليمة.

ويختصّ الفريق الذي يضمّ عشرات الشباب، بتنفيذ أنشطة وفعاليات مجتمعية وتطوعية، يهدف من خلالها إلى الحفاظ على المظهر الحضاري العام.

ويحاول الشبان والفتيات الفلسطينيات كسر القوالب المجتمعية الجامدة، عبر تشكيل فريق "الباحثون عن الارتقاء"، وتنظيم العديد من الأنشطة، بهدف العناية بالبيئة والشوارع والحدائق والمرافق الطبيعية والعامة.

ولم يكترث أعضاء الفريق للأصوات المُحبطة، والتي حاولت التقليل من شان أنشطتهم، على اعتبار أنّ الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة، في قطاع غزة المُحاصر باتت طاغية على تفاصيل الحياة اليومية، إذ أرادوا تحدي تلك النظرة، بأنشطة تثبت مدى أهمية الحفاظ على البيئة، وانعكاسها على الحالة الصحية والنفسية العامة للناس.

وتقول هيا الزنط (21 عاماً) إنّها فخورة بالمشاركة في عدد من الأنشطة التي نفذها الفريق في أماكن متفرقة، وتوافقها في الرأي زميلتها نداء الشرفا (23 عاماً)، مؤكدة على أنّ "نظرات الإعجاب في عيون الناس بعد كل إنجاز، تحفزني أنا والفريق على تطوير الأداء، وتنفيذ العديد من الأنشطة الإضافية".

وتوضح الشرفا وهي خريجة علاقات عامة وإعلام، أنّها انضمت للفريق بهدف تشجيع الناس على النظافة، وتقول: "مشهد القمامة مقزز، ولا بد من أن نعيش في مدينة نظيفة خالية من الأوساخ والأوبئة".

من جانبه؛ يبين حَمّاد عاشور، وهو صاحب فكرة إطلاق فريق "الباحثون عن الارتقاء"، أنّ "الفكرة الأساسية تمثلت في استثمار الجهود الشبابية، والتأكيد على أهمية التطوع، على اعتبار أنه مسؤولية الشباب تجاه مجتمعاتهم".

تنظيف حديقة عامة بغزة (عبد الحكيم أبو رياش) 

ويوضح، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الفريق "اختار الجانب البيئي على اعتبار أنه نقطة الارتكاز الأساسية في الحياة العامة، من خلال زرع المفاهيم المجتمعية والبيئية الصحيحة، التي تعمل على الرقي واللحاق بركب الأمم المتقدمة، وتطبيق تجارب المجتمعات على أرض الواقع، خاصة المجتمعات التي تعرضت لانتكاسات، ومن ثم نهضت، وتقدمت".

ويبين عاشور وهو خريج تخصص علم نفس سلوكي وتطبيقي، أنّ الفريق الذي انطلق في بداية شهر أغسطس/ آب عام 2018، نفّذ العديد من الأنشطة، والتي كان باكورتها في "يوم النظافة العامة" في 15 سبتمبر/ أيلول 2018، وتضمن النزول إلى الشارع بمعدات النظافة، والتي تم توفيرها بالتعاون مع بلدية غزة، إلى جانب توزيع منشورات وملصقات على المحال التجارية والسائقين تحث على النظافة، والحفاظ على البيئة.

أهمية الحفاظ على بيئة نظيفة (عبد الحكيم أبو رياش) 

وحرص الفريق على تنفيذ ورش عمل من أجل ضمان الاستدامة، ومواصلة تنفيذ الأنشطة، إلى جانب زيارة مدارس المرحلة الابتدائية لتعميم ثقافة الحفاظ على البيئة، ومبادرات تنظيف الشوارع، وزراعة الأشجار والعناية بالحدائق العامة، وطلاء الجدران والأرصفة، وغيرها.

زوجة عاشور هي أول من استمعت لفكرة إنشاء فريق، وعن ذلك توضح مها أبو شربي (29 عاماً)، خريجة العلاقات العامة والإعلام أنّها لم تكن مقتنعة بالفكرة في البداية، إلا أنها أدركت مدى أهميتها بعد تنفيذ الفعالية الأولى، والتشجيع الذي حظي به الفريق حينها.

يهدف الشباب إلى خلق مجتمع راق (عبد الحكيم أبو رياش)

وترى أبو شربي أنّه من المهم دعم فكرة الفريق، وتشجيعه على استمرار أنشطته البيئية والمجتمعية، بهدف الحفاظ على بيئة نظيفة، فيها شوارع ومرافق عامة سليمة ومياه صالحة للشرب، وتقول: "يجب أن يدرك الجميع ثقافة الحفاظ على البيئة ومقدراتها".

من ناحيتها، تقول المتطوعة سلا أبو عبيد (22 عاماً)، المتخصصة في علم نفس، والعضو في عدد من الفرق الشبابية التطوعية، إنّها انضمت مؤخراً للفريق "أملاً في خدمة المجتمع، والبيئة، عبر الأنشطة التي يتم تنفيذها بشكل متواصل".

أما المتطوع أمير الحج أحمد (23 عاماً)، وهو خريج محاسبة لغة إنكليزية، فيقول إنّه التحق بأعضاء الفريق منذ البداية، لتلبية رغبته المُلحة بفريق بعيد عن السياسة والتكتلات الحزبية، ويعنى فقط بالمجتمع والبيئة، مضيفاً: "لطالما كنت أتمنى أن نجد فريقاً خدماتياً، يحمل على عاتقه المسؤولية المجتمعية، همه الأول والأخير النظافة العامة".

ضرورة العناية بالبيئة (عبد الحكيم أبو رياش)




وأصبحت طالبة القانون هديل القرشلي (20 عاماً) عضواً في الفريق، منذ البداية، لاقتناعها التام بأهمية التطوع في خدمة كل شرائح المجتمع، مضيفة: "كُنت سعيدة للغاية حين شاركت مع الفريق بتكريم عُمال النظافة، شعرت حينها بأهمية ما نقوم به".

يشارك أعضاء الفريق في العديد من الأنشطة (عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
فرق الدفاع المدني في غزة/2 أكتوبر 2024(الأناضول)

مجتمع

أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، مساء الأربعاء، توقف عمله بالكامل في محافظة شمال القطاع، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني هناك بات كارثياً.
المساهمون