"إيرينا" يدمر القمح المصري... والفلاحون: "بيتنا ‏اتخرب"‏

17 يناير 2020
محصول القمح مهدّد بأضرار كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -
أكد نقيب الفلاحين المصريين حسين أبو صدام، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، صدور تعليمات غير رسمية من قبل ‏وزارة الزراعة بمنع تداول مبيد خاص بالقضاء على حشائش ‏‏"الزمير" التي تنبت في حقول القمح، والذي ظهرت آثاره حتى ‏الآن في كل من محافظتي المنوفية والمنيا.

وأشار أبو صدام إلى أنه تم تشكيل لجنة من ‏قبل وزارة الزراعة، وحصلت على عينات من المبيد المذكور، ‏ولم تظهر نتيجة التحاليل حتى الآن.‏

وكان عدد من مزارعي القمح، بكل من محافظتي المنوفية ‏والمنيا، قد اشتكوا من تدمير زراعات القمح لديهم، عقب رش مبيد "إيرينا" ‏القاتل للحشائش، وهو منتج محلي، من إحدى الشركات ‏المعروفة، الأمر الذي دفع بعضهم لتحرير محاضر رسمية، ‏حفاظًا على حقوقهم، خاصة المستأجرين، إذ يصل سعر إيجار ‏الفدان السنوي في المنوفية إلى 10 آلاف جنيه، والمنيا 15 ألف جنيه ‏في الأرض الطينية.‏
"بيتي اتخرب".. جملة عفوية علق بها الحاج عماد يوسف، أحد ‏المتضررين من محافظة المنيا لـ"العربي الجديد" على الأضرار ‏التي لحقت بأرضه (45 فدانا)، جراء استعمال مبيد الحشائش.‏

ويضيف: "هذا المبيد الذي دمر المحصول يسمى "إيرينا"، منتج ‏محلي من إحدى الشركات المعروفة، وهي أول مرة نجربه، ‏وحررنا عدة محاضر في نيابة المنيا حفاظاً على حقوقنا في ‏التعويض، وتم تحريز عبوات المبيد، مع أخذ عينات لتحليلها في ‏وزارة الزراعة".‏

وبيّن أن معظم المساحات التي تضررت، وتم التأكد من حجم الضرر فيها، في حدود علمه، تركزت في مراكز ‏المنيا، وأبو قرقاص وسمالوط.‏

وكشف يوسف أن هناك مفاوضات من جانب الشركة المنتجة ‏للمبيد لدفع تعويض في صورة إمدادنا بكميات من المبيدات ‏مجانًا، لكن المزارعين في حاجة لدعم مادي، خاصة أن إيجار ‏الفدان الذي تم تدميره يصل إلى 15 ألف جنيه في العام.‏

ويرى أحمد العقباوي، صاحب إحدى شركات المبيدات، ‏أنه طالما أن الآثار الضارة للمبيد غطت مساحات واسعة وفي ‏مناطق مختلفة، فهذا يستدعى أن نستبعد سوء الاستخدام، ونبحث ‏عن تركيبة المبيد.‏
ويلفت إلى أن هذا المبيد من المنتجات الجديدة في السوق وهو من ‏إنتاج شركة معروفة ، موضحًا أن أي مبيد جديد، قبل اعتماده من وزارة الزراعة، تجرى عليه ‏اختبارات وتجارب لمدة 3 سنوات لمعرفة تأثيره على التربة ‏والبيئة والإنسان والحيوان.‏

وتتراوح المساحات المنزرعة الموسم الحالي بالقمح ما بين 3.1 و3.2 ملايين ‏فدان، وهو ما يقل عن المستهدف البالغ 3.5 ملايين فدان، بحسب بيانات قطاع ‏الخدمات بوزارة الزراعة المصرية.

وتهدف مصر، أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، إلى زيادة المساحة المزروعة ‏قمحا، بعد أن زرعت نحو 3.16 ملايين فدان في عام 2018-2019، والذي ‏حصدت فيه 8.5 ملايين طن من القمح.

وقالت وزارة التموين المصرية، أواخر شهر ديسمبر/كانون الماضي، إن ‏احتياطيات مصر الاستراتيجية من القمح تكفي خمسة أشهر.‏
المساهمون