تونس تضخ 165 مليون دولار في قطاع الفوسفات لرفع الإنتاج إلى 8.5 ملايين طن سنوياً

06 نوفمبر 2024
تونس لزيادة إنتاج الفوسفات بـ1.5 مليون طن سنوياً، مدينة المتلوي في 18 مارس 2018(فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى تونس لتعزيز قطاع الفوسفات باستثمارات تتجاوز نصف مليار دينار لرفع الإنتاج إلى 8.5 ملايين طن سنوياً بحلول 2028، عبر تجديد آليات الاستخراج والنقل وافتتاح منجم جديد في "أم الخشب".
- تشمل الاستثمارات شراء آلات جديدة وبناء مغاسل في منجم "أم الخشب"، مع توقعات بإنتاج 2.4 مليون طن سنوياً، وتوظيف 850 موظفاً جديداً لاستعادة مستويات الإنتاج السابقة قبل 2011.
- تواجه الشركة تحديات لوجستية واجتماعية تعرقل الأهداف، لكن التوقعات تشير إلى تحسن الأوضاع الاجتماعية، مما قد يسهم في تحسين أداء القطاع وزيادة الإنتاج.

تنوي سلطات تونس ضح استثمارات تزيد عن نصف مليار دينار (165 مليون دولار)، في قطاع الفوسفات لرفع إنتاج البلاد منه إلى 8.5 ملايين طن سنويا بحلول عام 2028. ووفق تقديرات الخطة متوسطة المدى، سيزيد معدل الإنتاج السنوي للفوسفات خلال الفترة الممتدة ما بين 2025 و2028 بمعدل 1.5 مليون طن سنويا، مدفوعا بتجديد آليات الاستخراج والنقل نحو مصانع التحويل والشروع في استغلال منجم جديد في منطقة "أم الخشب" بمحافظة قفصة.

وقال المدير العام لشركة فوسفات قفصة عبد القادر العميدي إن نحو 525 مليون دينار من الاستثمارات سيتم ضخها في القطاع من أجل تحسين الطاقة الإنتاجية، مقسمة ما بين 238 مليون دينار لشراء آلات إنتاج جديدة و242 مليون دينار لبناء مغاسل منجم "أم الخشب". وأكد العميدي في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أن "الشركة تتوقع إنتاجا سنويا لمنجم أم الخشب لا يقل عن 2.4 مليون طن، ما يساعد على العودة إلى المستويات السابقة قبل 2011 لإنتاج الفوسفات التي لا تقل عن 8.5 ملايين طن".

ورجّح العميدي أن يساعد ضخ استثمارات مهمة في تأهيل وتجديد معدات النقل على تحقيق خطة زيادة الإنتاج، وقال إن "إنتاج الفوسفات سيتطور تباعا من 4.5 ملايين طن عام 2025 إلى ستة ملايين طن سنة 2026، ثم 7 ملايين طن سنة 2027، على أن تكون العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت تحققها الشركة ما قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011 بحلول عام 2028". ومن المتوقع أن تساعد زيادة الإنتاج على تحسين تشغيلية شركة فوسفات قفصة التي تنوي فتح باب التوظيف لانتداب 850 موظفا جديدا، من بينهم 270 بين مهندسين ومتصرفين - إداريين". 

معوقات رفع إنتاج الفوسفات

وتحدث المدير العام لشركة الفوسفات الحكومية عن خطة طموحة لتطوير القطاع انطلقت بإعادة تشغيل مغسلة الرديّف المغلقة منذ أربع سنوات بسبب الاحتجاجات الاجتماعية في المنطقة. وأعادت الشركة قبل نحو أسبوعين تشغيل المغسلة في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة، جنوب غربي البلاد، التي أغلقها محتجون يطالبون بالشغل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

ووفق مدير عام الشركة، فإن "مؤسسة إنتاج الفوسفات الحكومية عززت أسطول نقل المواد الخام من المغاسل نحو وحدات التحويل بـ18 شاحنة جديدة بسعة 60 طنا وست محملات هيدروليكية و3 حفارات جديدة دخلت حيز الاستغلال". وأشار العميدي إلى أن "معدات النقل والحفر الجديدة ستحفّز عملية الإنتاج ونقل المواد المنجمية من المناجم السطحية نحو المغاسل"، مرجحا أن "يشهد الإنتاج تطورا سنويا بنحو 1.5 مليون طن على امتداد السنوات الثلاث القادمة".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

واعتبر أن "صعوبات نقل الفوسفات الخام من المناجم السطحية نحو المغاسل عرقلت هذا العام تحقيق الأهداف التي جرى وضعها بزيادة الإنتاج إلى مستوى 4.5 ملايين طن في 2024". وحول مشروع النقل الهيدروليكي للفوسفات من مناطق الإنتاج بالحوض المنجمي إلى مصانع التحويل بكل من الصخيرة وقابس، قال العميدي إن "المشروع في مرحلة دراسة الجدوى التي ينفذها مكتب دراسات تابع لمجموعة البنك الدولي".

وهذا العام راهنت تونس على رفع الإنتاج إلى 4.5 ملايين طن، غير أن صعوبات لوجستية وأخرى اجتماعية حالت دون تحقيق الأهداف، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الفوسفات لكامل سنة 2024 نحو 3.1 ملايين طن بزيادة تقدر بـ600 ألف طن مقارنة بالعام الماضي.

وكانت التوقعات تشير في بداية العام إلى قدرة شركة فوسفات قفصة على إنتاج ما لا يقل عن 4.1 ملايين طن قبل أن تحبط الأوضاع الاجتماعية المتأزمة في منطقة الحوض المنجمي خطة الشركة الحكومية لتحسين وضعيتها المالية. ويرى خبراء الاقتصاد أن السيناريوهات المتفائلة بشأن تحسين أداء قطاع الفوسفات العام المقبل مردّها تحسن الأوضاع الاجتماعية في منطقة الإنتاج وتراجع نسبة الإضرابات العمالية في منطقة الحوض المنجمي، وهو ما يسهّل عمليات استخراج المواد الخام من المغاسل ونقلها نحو وحدات التحويل.

ويعتبر قطاع الفوسفات في تونس واحداً من القطاعات المهمة الداعمة لاقتصاد البلاد، إذ تمثّل عائداته 10% من إجمالي إيرادات صادرات البلاد، إلى جانب توفيره نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما شكّل الفوسفات مصدراً أساسياً للعملة الصعبة إلى جانب تحويلات المغتربين ومداخيل السياحة، قبل أن يتراجع دوره بشكل لافت خلال السنوات العشر الماضية.

المساهمون