"أديان المشرق": بين الحفريات والنصوص المقدّسة

01 ابريل 2020
(خزعل الماجدي)
+ الخط -

"أديان المشرق" عنوان كتاب جديد للباحث العراقي خزعل الماجدي صدر مؤخراً عن "مركز المشرق للأبحاث والدراسات"، وهو عمل ينضاف إلى سلسلة كتب للمؤلّف تتقاطع مع ثيمته من زوايا متعدّدة، مثل: "بخور الآلهة"، و"سحر البدايات"، و"متون سومر"، إضافة إلى كتاب موسوعي بعنوان "علم الأديان".

سألنا الماجدي عن خصوصية كتاب "أديان المشرق" مقارنة ببقية مؤلفاته. يجيب في حديث إلى "العربي الجديد": "لمزيد من الدقّة، فإن ما لديّ هو سلسلة من كتب اسمها "تاريخ الحضارات"، وقد صدر منه ستّة كتب وستصدر هذا العام أربعة كتب جديدة، وهو مشروع يتكوّن من 30 كتاباً يعرض كلّ حضارات العالم منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى عصرنا هذا. والكتب لا تقدّم خلاصات للحضارات القديمة، بل هي عرض وتحليل مسهب لها لا نجده في كلّ سلاسل الحضارات في العالم، وهي لا تقدّمها من الناحية العقائدية فحسب، بل أن كلّ كتاب يعرض كلّ حضارة بخمسة عشر فصلاً، ولكلّ فصل عنصر من عناصر هذه الحضارة، سبعة منها مادية والسبعة الأخرى ثقافية، والفصل الخامس عشر يناقش أخلاق تلك الحضارة، وهناك فصلان إضافيان هما الفصل التمهيدي كمقدّمة تعريفية بكلّ حضارة والعلم الذي يدرسها والدراسات عنها، أما الفصل الختامي فيكون لمعايرة وتقييم هذه الحضارة".

يضيف الماجدي: "سلسلة الحضارات هذه تختلف عن سلسلة ثانية، مازلت أصدرها عن "تاريخ الأديان"، وهي مكوّنة من ثلاثين كتاباً أيضاّ أنجزت منها عشرة إلى الآن، وكتاب "أديان المشرق" واحد منها، وهذا الكتاب يتحدّث - حصراً - عن الأديان التي ظهرت في المشرق العربي (وادي الرافدين - بلاد الشام - وادي النيل)، والتي تشكّل وحدة حضارية فيها نوع من التجانس، وينحصر البحث في الأديان التي ظهرت منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم الأديان القديمة لشعوب المنطقة، ثم الأديان الغنوصية التي ظهرت فيها، ثم الأديان التوحيدية الثلاثة (اليهودية - المسيحية – الإسلام)، ويوضّح الكتاب الخط التطوري لكل أديان المشرق".

إضافة إلى ذلك، يشير المؤلف إلى مجموعة أفكار تضمّنها عمله، ومنها: "التأكيد على المكوّنات الثمانية لكلّ الأديان القديمة والغنوصية والتوحيدية، والجذور الغنوصية والقديمة للأديان التوحيدية، وكيفية تحوّل النصوص المقدسة من الأساطير إلى الكتب المقدسة، وصولاّ إلى تطوّر العقائد الدينية من العقائد الأمومية الترابية الأرضية إلى العقائد المائية ثم الهوائية وأخيراً الشمسية. كلّ هذه العقائد ظهرت تجلّياتها واضحة في تطوّر نزعات العناصر الأربعة، وما تحمله من تفاصيل دينية ومثولوجية عميقة".

وحول أهمية قراءة شاملة لأديان المشرق، يقول الماجدي: "من المهم في توضيح النسق الترابطي بين أهم ثلاثة أديان في العالم، وهي مشرقية الطابع، وبين جذورها في المكان نفسه. هذا مهم جداً وسيكون بمثابة خلاصة حفريات كبرى في المنطقة على مدى قرنين من الزمان، وكان لا بدّ من مطابقة نتائج تلك الحفريات الأركيولوجية مع النصوص المقدسة للأديان التوحيدية ومعرفة حقائق جديدة. الكتاب حاول، قدر الإمكان، رصد هذا الأمر. وبهذا يكون قد أعاد الاعتبار لتلاحم الحضارات المشرقية وتجانسها وتفاعلها مع بعضها".

المساهمون