صفارات الإنذار تكسر الهدوء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

صفارات الإنذار تكسر الهدوء في ثاني أيام الهدنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

25 نوفمبر 2023
عرفت الحدود اللبنانية تبادلاً للقصف منذ بدء الحرب على غزة (بلال كشمر/الأناضول)
+ الخط -

مع دخول الهدنة في قطاع غزة يومها الثاني، شهدت حدود لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، توترات محدودة أطلق فيها الاحتلال مرات عدة صفارات الإنذار في المناطق الحدودية، بعد الهدوء الذي عرفته هذه الحدود أمس الجمعة.

وأُطلقت صفارات الإنذار في الجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان، ظهر اليوم السبت، ليعلن جيش الاحتلال أنه اعترض ما سماه بـ"هدف جوي مشبوه" جاء من لبنان.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم أنه أسقط صاروخاً أُطلق من لبنان، على طائرة إسرائيلية بدون طيار، وأضاف أن "المسيرة لم تتضرر وواصلت مهمتها"، مشيراً إلى أن الصاروخ لم يعبر الحدود، وقامت طائرات الاحتلال بمهاجمة ما قالت إنه هدف لحزب الله في الأراضي اللبنانية.

كما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، النار باتجاه سيارة مدنية لبنانية قرب الحدود جنوبي لبنان دون وقوع إصابات بشرية، وقالت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية إن "خمس طلقات أصابت السيارة من دون إصابة السائق الذي نجا بأعجوبة، فيما حضرت دورية من الجيش اللبناني، وقامت بإجلاء المواطن من المكان"، بحسب الأناضول.

وفي حادث آخر، أفادت الوكالة اللبنانية بأن الاحتلال أطلق النار في الهواء "ترهيباً" للمزارعين الذين يعملون في أرضهم بمنطقة وادي هونين الحدودية.

تعرّض دورية لـ"اليونيفيل" لنيران إسرائيلية

إلى ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي أنه "حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم بتوقيت بيروت، تعرضت دورية تابعة لليونيفيل لنيران قوات الجيش الإسرائيلي في محيط عيترون، في جنوب لبنان، ولم يصب أي من حفظة السلام، ولكن تضررت سيارتهم"، مشيراً إلى أن "هذا الحادث وقع خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق".

وأضاف بيان صادر عن تيننتي، اليوم السبت، أنه "بالأمس فقط، حثّ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال ارولدو لازارو، أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه، مذكّراً الجميع بشكل صارم بأن أي تصعيد إضافي قد يكون له عواقب مدمرة".

وقال تيننتي إن "هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق. ونحن إذ ندين هذا العمل، نؤكد على مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار".

وذكّرت اليونيفيل "الأطراف بقوة بالتزاماتها بحماية حفظة السلام، وتجنّب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار، للخطر".

وفي السياق، قالت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله"، إن "الجبهة الجنوبية ليست في هدنة معلنة، نحن في حالة هدوء حذر؛ إذ إن الاقتراب من الحدود أمرٌ دونه مخاطر، لأن العدو مختبئ وخائفٌ، يقوم بين الحين والآخر بإطلاق رشقات رشاشة من موقعه على طول الحدود، وقد حصل بعض الحوادث، ومنها إطلاق قذيفة في أحراج عيتا الشعب، وإصابة سيارة في الوزاني".

وشهدت الطرقات المؤدية إلى القرى الحدودية الجنوبية، اليوم السبت، حركة سيارات لافتة لنازحين يقصدون منازلهم في البلدات التي شهدت قصفاً عنيفاً منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك بهدف تفقد ممتلكاتهم ومعاينة الأضرار، وذلك في وقتٍ يواصل الجيش اللبناني تحذير المواطنين من مخلفات اعتداءات العدو الإسرائيلي.

ودعا الجيش اللبناني المواطنين العائدين إلى منازلهم لاتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي، ولا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها.

ومنذ صباح أمس الجمعة، انعكس سريان الهدنة في غزة على الجنوب اللبناني حيث يسود الهدوء في المنطقة لليوم الثاني على التوالي بعد أكثر من شهر ونصف من القصف المتبادل بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.

وكانت السفارة الأميركية في لبنان قالت أمس الجمعة إنه كانت هناك 12 ساعة من الهدوء على الحدود مع الاحتلال، وكتبت السفارة على منصة إكس "منحتنا 12 ساعة من الهدوء على الخط الأزرق كل الأمل وجددت الطاقة في بناء غد أفضل في لبنان".

وأدى التصعيد العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 30 ألف شخص من سكان القرى اللبنانية المتاخمة للحدود الجنوبية، باتجاه مناطق أكثر أمناً، كما أقفلت المدارس والمعاهد الحكومية والخاصة في المناطق الحدودية الجنوبية.

وقُتل 87 عنصراً من حزب الله في المجمل منذ بدء إسرائيل الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك سبعة قُتلوا في سورية، وقُتل أيضاً أكثر من 12 مدنياً لبنانياً، من بينهم أطفال وصحافيون، جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان بحسب "رويترز".

لقاء بين ميقاتي وأردوغان

سياسياً، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي اليوم السبت، "ضرورة العمل على تحقيق هدنة مستدامة في غزة، ووقف العمليات العسكرية، تمهيداً للانتقال إلى العمل لتحقيق السلام المستدام".

ونقل المكتب الإعلامي للرئيس ميقاتي عن أردوغان قوله إن "أكثر الدول تأثراً بحرب غزة هو لبنان، ونتمنى استمرار الهدنة لكي يبقى لبنان آمناً وهادئاً".

من جهته، قال ميقاتي إننا "نعوّل على مساعي الدول الصديقة لإحداث خرق في جدار الأزمة القائمة، والعمل على إحلال السلام، وعودة الهدوء إلى جنوب لبنان".

المساهمون