تحل اليوم الثلاثاء الذكرى السادسة للمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في مدينة خان شيخون، بريف ادلب الشرقي، باستخدام الأسلحة الكيميائية ما استدعى غضباً دولياً دفع الولايات المتحدة الأميركية لتوجيه ضربات على واحد من أهم المطارات في سورية.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
أمين العاصي
04 ابريل 2023
ميشيل كيلو
كاتب سوري، مواليد 1940، ترأس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، تعرض للاعتقال مرات، ترجم كتباً في الفكر السياسي، عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض.
لم يقتل الجيش الروسي السوريين، ليس لأنه أراد احتلال بلادهم وتحويلها نقطة عبور إلى بقية الدول العربية لاسترداد ما كان للسوفيات فيها من حضور ونفوذ، كما قال بوتين بـ "عضمة لسانه"، بل غزاها وقصفها ودمرها حبا بالسلام، ومن أجل تمكين السوريين من مستقبلهم!
مع عودة الحديث عن إمكان محاسبة النظام السوري بعد التقرير الأخير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدامه لهذا السلاح ضد المدنيين عام 2017، عادت موسكو لرفض أي خطوات ضد نظام الأسد، لتبرز مطالبات باللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
خلال شهر من بدء النظام السوري وحليفته روسيا حربهما على شمال غربي سورية، ومعارك الكرّ والفرّ التي رافقتها، سجلت تطورات عدة قلبت المشهد رأساً على عقب وأعادت الأزمة إلى مربعها الأوّل متجاهلةً "أستانة" و"سوتشي"، فيما المدنيون هم الخاسر الأكبر.
تبدو كل الأطراف في سباق محتدم لتعزيز قواتها قبل المعركة المؤجلة في إدلب السورية، مع تشديد روسيا على ضرورة حل مشكلة "الإرهابيين"، وإرسال النظام المزيد من القوات إلى المنطقة، مقابل تكثيف تركيا لإرسال إمدادات من السلاح لفصائل المعارضة.
قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إنه أبلغ مسؤولين أميركيين هذا الأسبوع بأن موسكو يساورها القلق إزاء مؤشرات على أن الولايات المتحدة تعد لضربات جديدة على سورية، محذراً من "هجوم غير مشروع ولا أساس له على سورية".
واصلت موسكو قرع طبول الحرب تجاه محافظة إدلب، مع وصفها "الإرهابيين بأنهم خُراج متقيح يجب تطهيره"، ومطالبة الشركاء الغربيين بعدم عرقلة عملية "مكافحة الإرهاب"، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى تهجير 800 ألف شخص.
لم تصمد محاولة التضليل الروسية بشأن وجود مفاوضات مع فصائل إدلب سوى ساعات بعدما نفت "الجبهة الوطنية للتحرير" صحة الأمر، ليظهر أن الخداع الروسي يترافق مع استعدادات عسكرية لمعركة محتملة عبر نشر أكبر مجموعة من السفن الحربية في البحر المتوسط.