استدعت السعودية، الثلاثاء، شخصيات يمنية مثيرة للجدل من الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عشية استئناف المشاورات بين الجانبين، فيما رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
نجحت القوى المتدخلة في اليمن في تحويل القوى المحلية إلى وكلاء منزوعي القرار، وإنْ صدرتهم سياسياً، ومكّنتهم من تكريس سلطاتهم، فبعد إنضاجها دورات صراع بينية في إطار الحرب الشاملة، وبما يبقي السيطرة والهيمنة في يدها.
نجحت السعودية في فرض الدكتور معين عبدالملك، كرئيس توافقي للحكومة اليمنية التي ستجمع "الشرعية" المعترف بها دولياً، مع "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً بعد عام من الصراع بين الطرفين، وسلسلة تمردات في عدن وسقطرى.
لا تزال المفاوضات الدائرة بفندق "الريتز كارلتون" في الرياض، بين الحكومة اليمنية و"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، تدور في حلقة مفرغة، فبعد أكثر من شهرين، تبدو السعودية أكثر تخبطاً في مسألة تيسير المفاوضات اليمنية المعقدة.
لم ينتج عن مشاورات الرياض لإنهاء الصراع بين الحكومة اليمنية الشرعية و"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، أي جديد إلى الآن، لا بل إنّ دور السعودية تحوّل من الدعوة لتطبيق اتفاق الرياض، إلى انحياز لصالح الانفصاليين
سقط قتيل وعدد من الجرحى، اليوم الخميس، في احتجاجات غاضبة ضد "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حسب شهود عيان.
على الرغم من حدة التهديدات بين الحكومة اليمنية والانفصاليين جنوبي اليمن، لم تخرج المواجهة بينهما في محافظة أبين عن إطار استعراض القوة، والدفع لتطبيق اتفاق الرياض، مع انحصار المواجهات بإطار اشتباكات محدودة، لكنها قد تكون بروفة لمعركة فاصلة.
بعد الانكفاء السعودي النسبي في سقطرى، بات واضحاً أن "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي على مشارف السيطرة على الأرخبيل اليمني، بما يوحي بتواطؤ ضمني من الرياض في هذا الصدد.
لا يزال التوتر مخيماً على المشهد في جنوب اليمن، ويتواصل التحشيد من قبل طرفي الصراع، الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، لمعركة قد تكون السعودية تمكنت من تأجيلها، لكنها فشلت في نزع فتيلها، في ظلّ فوضى الأجندات في هذه المنطقة.
ارتفعت حدة الخلافات داخل الحكومة اليمنية، مع مطالبة 12 وزيراً فيها بتغيير رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك، المتهم بالصمت على الانقلاب الإماراتي في عدن بطلب من السعودية، حتى يحافظ على منصبه في أي حكومة جديدة.