تُصبح على خير أيها التاريخ

02 ديسمبر 2016
(كاسترو في جبال سيرا ميسترا خلال الثورة الكوبية 1956-1958)
+ الخط -

قيل وُكتب الكثير عن فيدل كاسترو هذه الأيام، لكن لنترك الآن المنصّة للشاعر خوان خيلمان (1930 - 2014). ظهرت هذه القصيدة في ديوان "غوتان"، Gotán، الصادر عام 1962، قبل أن يحكم النظام الدكتاتوري في الأرجنتين على خيلمان بالنفي من البلاد. "غوتان"، بالمحكية الأرجنتينية تعني التانغو، بقلب الألفاظ التا والغو، كما هو معتاد في موسيقى التانغو.

في عام 1962، بعد ثلاثة أعوام من انتصار الثورة الكوبية، كان العالم يمرّ في أوج الأزمة النووية التي كادت كوبا وثورتها، حينها، أن يكونا قربانها. لنترك خيلمان يحدّثنا من الماضي:

فيدل

هكذا سيُقال عن فيدل بالضبط في المستقبل
بأنه كان القائد الذي سَيَّر مجرى التاريخ وأشعله وكذا وكذا
لكن الشعب يسمّيه بالحصان ولا شكّ بأنه حصان
ففيدل، في يوم من الأيام، امتطى فيدل
وبقفزة مجنونة جابه الألم جابه الموت
وعلى وجه الخصوص جابه غبار الروح
وسيتحدّث التاريخ عن إنجازاته المجيدة
لكن دعوني أتذكّره كيف وهو في ركن يوم
رأى أرضه وقال أنا الأرض
رأى شعبه وقال أنا الشعب
وألغى ألم، ظلال، نسيان الأرض والشعب
لوحده خرج على الناس شاهراً
قلبه الذي لم يكن يملك سواه
لوّحه بالهواء مرفوعاً كالعلم
كنارٍ أُشعِلت في وجه الظلام الدامس
كضربة من الحب في وجه الرعب
كرجل يدخل في الحب يهتزّ
رفع قلبة ولوّحه في الهواء
مزوّداً إياه بالطعام والشراب والنار
ففيدل هو بلد بأكملها
أنا رأيته وأمواج الوجوه في وجهه
التاريخ سيصفّي حسابه مع فيدل هناك في المستقبل
لكنّي رأيته والناس تمتطي كلماته وهو يردّد: ماذا كان سيحلّ بنا لو كنّا لمْ… لو كنّا لمْ…
تُصبح على خير أيها التاريخ، وسّع أبوابك أيها التاريخ
لندخل مع فيدل ممتطين الحصان.


* ولد خوان خيلمان في الأرجنتين عام 1930. نفي إلى المكسيك حيث عاش فيها حتى رحل عام 2014، وقد ترك أكثر من عشرين مؤلفاً شعرياً، كما عمل في الصحافة والترجمة.

** تقديم وترجمة عن الإسبانية: شادي روحانا

المساهمون