لا علاقة لي بالعالم

لا علاقة لي بالعالم
في شقّه البنكي،
ما زلت أخبّئ النقود في وسادتي
لأشرب قهوةً في أحد مقاهي النوم
أو أشتري حلماً مستعملاً..
عن لقاء حبيبين.. أكون أنا طرفاً فيه

مات أبناء عمّي
في كلّ مكان
ولكي لا أعترض
كلّفوني بالكونية
أي بالتعاطف مع نجوم السماء المريضة
وزيارة زحل.. وهو مقيَّد بمداراته الحمراء

مات أبناء عمّي
وأمرتني البنيوية..
بالاحتفال بالرجال الآليّين
وبخبر إطلاق عصفورَي الجنة والنار
من قفص العقل.. على يد بابا الفاتيكان
حتى يتمكّن القاتل من "الانتصار النهائي"
هذه العبارة التي بين مزدوجين ليست لي.. إنما هي لهتلر
وهؤلاء الموتى على دين اللغة العربية
ليسوا لي..
فقد اشترى موتهم بالجملة
اللورد روتشيلد قبل أن يموت
عليَّ فقط أن أدين الموت
وأكلّف القلب بتحريك ذيله
حين تمرّ الجنائز الشقراء
داحسةً بسلاسل حديدية بيتي
وصوتي..

لا علاقة لي بالعالم في شقّه الحديث
المتاحف تستهويني
والرسم
والموسيقى
وكل هذه أشياء قديمة..
باخ.. كان موسيقيّاً سلفيّاً
وروبنس كان نحّاتاً لاهوتياً
ودافنشي كان يعبد نفسه
أمّا الإنسان الحديث، فهو من
أباد مدينة غرنيكا، وطلب من بيكاسو رسمها
وهو من هيّأ لـ زادكين المدائن المهدّمة
لينحت تمثال المدينة المهدّمة في قلب روترام
أنا لا أنام لأن رائحتي أثناء النوم تفوح بماء
الجواري
والعالم قد حرّر المرأة، لكنه أعدم مثانة العدل

مات أبناء عمّي
وخجلت أن أنسبهم إلى العزاء
ومجلس الموت الحداثي
هم قدامى مثلي
ما داموا يدّعون أن الله الذي صنع آدم
هو نفسه من يصنعهم
ما داموا لا يؤمنون بموت السماء
هم خطر على الأقمار الصناعية
وعلى الربّ الصناعي الجديد

* شاعر من الجزائر


اقرأ أيضاً: أيتها النوافذ القصية