في الشعر أكتبُ نفسي وأكتب آلام السوريّين المتروكين لقدرهم الدموي، وقد دفنهم الطغيان في المراكب الغريقة وحوّلتهم المأساة إلى طرواديّي العصر. قصيدتي مدينةُ أصوات في عالم تهدّمَت مُدنُه. وهي مدينتهم ومدينة جميع المنفيّين.
رحلت أُمي السورية ولم تُمكنّي الأسلاك الشائكة المحيطة بالمسلخ الكبير من وداعها، وها إنّ أُمّي الفلسطينية التي استضافتني خيامُ أبنائها في بيروت ترحل ولا يُمكّنني المنفى من وداعها.
بمَ أملأ الفراغ بين قناة الماءِ وبركة الحمَّام في جوار القلعة؟ هُنا اغتسلَ مُحاربون وراء جُدران البازلت من الدم والوحل، وفي جوارهم نخّاسون وصلوا بالقوارب عبر النهر، وفكّوا القيود عن كعاب العبيد وأَرساغهم المدمّاة.