واهم من يظن أن الشعوب العربية ستتنازل عن حقها في الحرية والاستقلال، وإنما هذا التضعضع الذي نعيشه من طبيعة ما بعد الثورات، فمهما كانت الرحلة منهكة إلا أننا لن ننثني، ولن نخضع لبأس الثورات المضادة.
لم يحدث أن قُطعت الرواتب أو الكهرباء أو الغاز على أهل غزة، إلا أن الحوثيين منعوا عن المواطنين حتى المعونات التي تقدمها المنظمات الدولية، فالدائرة الخامسة عشر في صنعاء، مُصنفٌ سكانها "دواعش"، لذلك يُحرمون من كل معونات "الكفار".
فساد صالح، وجناياته على اليمن كثيرة، وليس بإمكاننا حصرها في سطور، والخلاصة أنّه لا ينبغي أن نوائم بينها وبين ما يُطلق عليها إيجابياتٍ حصلت في عهده، لأنّ الأخيرة حق للشعب عليه، والحقوق تُنتزع إن لم تُوّفر.
فشلت جماعة الحوثيين في تحسين صورتها لدى الشعب اليمني، وبدت سوءاتها، وعرفها الشعب من أقصاه إلى أقصاه. لم تقف، بل استمرت تستعبد الشعب، وتزج المعارضين في سجونها، وتدفع شبابها إلى الجبهات، وفشلت في الهيمنة على اليمن، وذهبت أحلامها أدراج الرياح.