أمّا أنا التي تلكّأتْ طويلاً/في حُضور هذه الحفلة المُؤذية/ فقد عَبَّرتُ أكثرَ مِن مَرَّة عن شُرودي/ وتَفضيلي لِلمَشي على الحافات/ والانبثاقِ المفاجِئ كالماء.
إن "العِلَّة" التي تَنخر "العالَم الديمقراطي"، اليوم، لا تحتاج إلى مَزيدٍ من الشرح. كُلُّ قَصفٍ إسرائيلي يَعجِنُ البُيوتَ فوق ساكنَتِها المرعوبين، فإنما يُضيفُ كَلمة فصيحة إلى البيداغوجيا السياسية لِلمُعلِّقين الشرفاء.
على بُعد بِضْعة أمتار مِن الشاطئ/ أعزلُ أنا أمام طولِك/طولِ غوَّاصَة حَربية/لا تَظهرُ منها غير زَعنفة سَوداء على الظهر المرقّط/ لا أملك في يَدي حَجَراً/ ولا رُمحاً بِدائِيّاً/ أغرسُه بِقُوّة في كهفك المفتوح المدجَّجِ بأنياب كالصُّخور.
في قلب قصّة كواباتا التي تحمل عنوان "الصمت"، تتفرّع شرايين روائية مترعة بالغموض الإنساني النفيس، الذي تتقاطع في بنائه حكمة الشيوخ وأحلام الشباب وطفح الأمّهات ويأس الأبناء.
الوَحدة الغولُ، "ذاتُ الجلودِ السَّبعة"/ التي لها أيضاً أكثر مِن ألف اسم وألف وجه/ هذه الوحدة هي التي دَفعتْ، ذلك اليوم، أبي النجّار إلى التقاط/ جِذع صنوبرة مُهمَلة بالساحة/ وصُنعي أنا الدمية الخشب.
بالفنّ والكتابة نسعى إلى مضاعفة المرايا التي يقرأ فيها العالمُ التعدّدَ اللانهائي لوجوهه، حتى كأنّه في صيرورة خلق دائمة. هذا الفيض المستمدّ من الفن والكتابة هو ما يجعل من قوانينهما الداخلية محطّ مساءلة وتحطيم مستمرَّين.