ضباط الدراما على أعلى درجة من المثالية والقدرة على التحليل والاستنتاج، في أقسام شرطة نظيفة ومتطورة، وسجون آدمية متسعة تحوز الأشرار الذين يريدون تكدير السلم الوطني، ولا حل أمام الضباط إلا حبسهم. أما الفاسد في جهاز الداخلية فهو حالة فردية.
إعلان هذه السيدة رغبتها في الحفاظ على طفل بعيدًا عن أبيه، أي التخلّي عن التفوّق الذكوري واعتماد الاستقلالية، هو ما لا تستطيع هذه الفئة الغاضبة التعاطي معه، فلا بد لصاحبة القرار أن تكون مختلة بصيغة ما، لتخرج على العرف العام.
تتراءى حكاية البطل السعودي الجديد، بأن هناك "سوبرمان" بصبغة سعودية، جعلت من المتعلّقين بالقصّة يحوّلون الواقعة إلى حدث فارق، فيما يأتي شريط الصوت المصاحب ليحولها –أخيرًا- إلى سردية شعبية، تحاكي أساطير عنترة بن شداد وأبي زيد الهلالي.
يتحرك محمود عبد العزيز في مسيرته الفنية، بذهنية الشاعر الحذر في اختيار مفرداته، المصرّ على التنوع. الرهان الذي جعله يخوض مغامرة إثر مغامرة، بعيدًا عن "الخيارات الآمنة" لجيله. هذا الثراء البصري والمشهدي نتاج حساسية فنية شديدة الخصوصية.
كانت السينما المستقلة مجرّد مصطلح ومعلومة غامضة لا تؤثر في الواقع السينمائي المصري. من هنا، يطلّ مشروع "سيماتك" أو "مركز الفيلم البديل"، ساعياً إلى دعم السينما البديلة والمستقلة، محاولاً أن يوصلها إلى مساحة جماهيرية أكبر، بعيداً عن الطاحونة التجارية.
بعد أن كان وجهاً لمضامين فنية تمثّل الناس، تحوّل غناء محمد منير بعد أحداث 30 يونيو إلى السهل فنياً والهابط سياسياً، تقارب مع النظام وظهر في "كليب" اعتبره كثيرون مهيناً. كبوات مستمرة لصاحب "قلبي مساكن شعبية".
صارت "المهرجانات" فقرة أساسية في أي حفل في مصر، وحتى الآن ما زال تعامل النخبة الثقافية معها متعالياً في كثير من تفاصيله؛ سواءً رفضها بوصفها ابتذالاً موسيقياً، أو الاحتفاء بها بوصفها تعبيراً عن منتج فني خارج من هامش المدينة العشوائي.
ستة قرون تفصل بين شاه نقشبند، المتصوّف السائح في بلاد الله، وواحد من أبناء طريقته الذي سار على نهجه، وعُرف بحلاوة صوته؛ الشيخ سيد محمد النقشبندي (1920 - 1976) أحد أبرز منشدي مصر، الذي تمر اليوم 39 سنة على رحيله.
بعد أربعة عقود على رحيلها، نقف اليوم عند أرشيف كوكب الشرق، الذي فيه من التسجيلات "النادرة" ما يعادل المعروف منها. أرشيفٌ تقوم عليه جهودٌ فردية في ظلّ مؤسسات غائبة، واستعادات صحافية موسمية لا تجشّم نفسها عناء البحث والدراسة.
يخرج من بيته كل يوم/ منذ اندلاع الثورة/ ليبحث عن أبطال ملحميين/ يريد حياة باذخة يقتنيها/ مع أملاكه الثمينة/ لكنه منذ قرّر الخروج للبحث/ ماتت قطته/ لما تركها لأسبوع كامل/ دون طعام أو شراب.