ما لها تلك العصافير الملونة هجرت نافذتي الصغيرة؟ لم تعد تتقافز مغردة فوق أغصان الشجرة المقابلة. كنتُ، في نهايات الربيع وأوائل الصيف حين تخضر وريقات الشجرة رويداً رويداً، أراقبها بعيني مرّة وبعدستي مرّة أخرى
وصلتني هذا الصباح رسالة إلكترونية من صديق شاعر وكاتب، مرفقة بملفات، كَتب عليها: رسائلنا. أخبرني أنه استعاد مجموعة لا بأس بها من رسائل إلكترونية تبادلناها في أحد الأعوام الماضية.
كان لي في عمر المراهقة صندوق صغير، احتفظت بداخله بكنوزي الصغيرة وأسرار ذاك العمر. وله مفتاح صغير متدلٍ من حمّالة مميزة ومخبأة في حقيبتي، حيث لا يمسه ولا يجرؤ عليه أحد، إلى حين اكتشفت عبثاً أصاب محتوياته
تحيط بالمكان دوحةٌ من أشجار النخيل السامقة، وقريبًا منهم حديقة البرلمان المزدهرة بالأشجار دائمة الخضرة. شكّل هذا المشهد المحيط بالتمثال، أيقونة لمدينة طرابلس. وبُنيت حول التمثال بركة مياه، تنطلق نوافيرها عاليًا، طيلة النهار لتخفي معالم العري