مجموعة "ما يجعل الحبّ ساقاً على ساق"، للشاعرة هدى الدغّاري، والتي أتت بعد باكورتها "لكلّ شهوة قِطاف"، وفيها تبدو القصيدة أكثر نضجاً وتكثيفاً، وكأنها غابةٌ من التأملات
طائرٌ ما/ أخطأ الطريقَ/ إلى هذهِ المدينة الميّتة، المدينة/ التي/ تلفظ أبناءها/ قبل أنفاسها، بينما/ الطائر يغرّد منفرداً/ أنشودةً أخيرة. أيّها الطفلُ النائمُ لتوّه/ كنْ سعيداً كما ينبغي/ كما ينبغي، لا تدع ابتسامتكَ الساحرة/ تنطفئ باكراً/ كما لو هتاف...
طائرٌ ما/ أخطأ الطريقَ/ إلى هذهِ المدينة الميّتة، المدينة/ التي/ تلفظ أبناءها/ قبل أنفاسها، بينما/ الطائر يغرّد منفرداً/ أنشودةً أخيرة. أيّها الطفلُ النائمُ لتوّه/ كنْ سعيداً كما ينبغي/ كما ينبغي، لا تدع ابتسامتكَ الساحرة/ تنطفئ باكراً/ كما لو هتاف...
في يدي زهرةٌ
أريدُ غصناً لها،
وعلى كتفي طائرٌ
يرغبُ في زهرةٍ.
في الحقلِ شجرةٌ تشتاقُ الزقزقات
وتتحسّسُ بينَ أغصانها دفء الأجنحة،
وفي عيني حلمٌ مقصوص الجناح.
مجموعة "كشتبان"، هي السادسة لصاحب "أشغال يدويّة"، وفيها تتداخل بحميميّة البساطة والعمق، إذ ثمّة لغة خافتة، تقابلها شِعريّة خصبة، وما بينهما ثمّة أثر حميمٌ نتبعه دون أن نصل إليه
تحديدًا عنايتها بمشاهد الطبيعة الصامتة والاتكاء عليها، ما تذخر بها قصائد مجموعتها الجديدة "مكان ما في اللانهائي"، (دار فضاءات- الأردن)؛ الصمت لا بوصفهِ سكوناً بل كحالةٍ من الإدهاش، الصادم والمُؤثّر
الشَغَف بتقنيّات قصيدة النثر يبدو جليًّا لدى الشاعرة، وتحديدًا تقنيّة التكرار، كما في المقطع السابق، وذلك بترديد كلمةٍ أو جزء من جملة في مستهلّ كل مقطع، ما يُضفي نبرةً موسيقيّةً إلى القصيدة، ويحرّرها من الرتابة.
تحاول هذه المجموعة أن تؤكّد أنّ "الحياة ماءٌ آخر يتراءى في صحراء"، فيما الشاعرة تحيا داخلَ لعبةِ شدّ الحبل بين عالمِ الطفولة وعالمِ الأنبياء، على حدّ تعبير ساباردي دامونو.