في مطار بيروت، وأنا أقرب ما أكون إلى الحرب، وصلني خبر رحيل الفنّانة الفلسطينية، وجدتُ نفسي أمامَ اجتياحَين: غزّة التي اجتاحتها آلة الحرب الصهيونية، وضياء التي اجتاحها المرض واختطفها في رحلة كرّ وفرّ دامت أربعة أعوام وانتهت بهدوء مريب.
"لا يمكنني فصل الأحداث الدموية التي يعيشها وطني أوكرانيا عمّا يعيشه إخواننا في فلسطين"، تقول الفنانة التونسية الأوكرانية التي حالت الحرب دون بدء معرضٍ لها في كييف أمس. "في حربه هذه، نجح بوتين بمهمّة واحدة: توحيد الأوكرانيين وتعزيز إحساسهم بالانتماء".
المرفأ الوادع المطلّ على المتوسط ينفجر؛ تتحطّم المدينة، واجهاتُها الزجاجية إسفلتٌ جديد للأرض. المأساة أكبر من أن تتقبّلها عقولنا، الأرض ترتعش تحت أقدامنا، وحده الليل يبشّرنا بأنْ لا غدَ يجمعنا. لم نمت، لم نتشوّه، وحدها النفوس تشرّدت. سنرقص...
أحد عشر فنّاناً عربياً من مدارس مختلفة، تتلمذوا على يد التشكيلي السوري الراحل. بعد أسبوع على رحيله يقدّمون شهادات لـ "العربي الجديد" عن تجربتهم، خلال الورشات التي كان يعقدها في "أكاديمية الصيف" التي تنظمها "دارة الفنون" في عمّان منذ 1999.